إن اعتماد النهج العلاجي في عالم الأبدان آما في عالم الأرواح وفي نطاق الفرد آما في نطاق الجماعة وفي إطار السلوك الفردي آما
في إطار العمل الدعوى والحرآي من شانه أن يتسبب بفقدان المناعة الذاتية والمكتسبة وتعود الإدمان العلاجي وفي هذا خطر آبير وشر
مستطير ..
والبنية الحرآية آالبنية البشرية تحتاج لمواجهة الظروف الصعبة إلى مقومات ذاتية تمكنها من تجاوزها وتخطيها بسلام وأمان ...
وآل بنية حرآية تدخل معترك الصراع أو تتدرج إليه قبل الأوان وقبل أن تمتلك مقومات الصمود تكون قد حكمت على نفسها بالإعدام ..
وشأنها في ذلك شأن الجاهل الذي يرمى نفسه إلى لجة البحر قبل أن يتعلم السباحة لأنه يكون قد حكم على نفسه بالغرق .
ومن هنا سر اندثار آثير من الحرآات التي قامت ثم بادت لأنها استعجلت الشدائد قبل أن تتهيأ لها واعتمدت مواقف وسياسات غير
قادرة عليها ورفعت شعارات وهي خاوية الوفاض من مضمونها فدخلت النفق المظلم حيث تتكاثر وتزدحم المشكلات ولا من مناعات
آافية أو علاجات شافية فحُم القدر وعمى البصر ووقع ما هو أدهى وأمر .
إن الحرآة-أية حرآة - عندما تتخطى حجمها ولا تلتزم حدها وتعلن من الطروحات ما يفوق طاقتها وقدرتها تكون قد فقدت المناعة
وسقطت في دوامة الاستنزاف ووقعت بين فكي المرض والعلاج إلى ما شاء الله .
أما النهج الذي يعتمد على تفعيل القدرات الذاتية وإيجاد المناعات الخاصة واآتساب الطاقات الوقائية ابتداء وقبل داللهم أغفرلىمعترك الصراع
وحقول التجارب فإن من شأنه أن يحفظ البنية سليمة على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة آما من شأنه أن يوفر الطاقات من أن
تهدر بلا طائل ويعمل على خفض نسبة الخلل إلى الحدود الدنيا ..
إن مثل ذلك آمثل جيش آامل التجهيز آامل التعبئة والتدريب قيادته على قدر آبير من الوعي وبعد النظر وتقدير الأمور .. تعرف قدرات
العدو وحيله العسكرية تعرف سلاحه وتكتيكاته المعتمدة متأهبة لجبه آل المفاجئات آخذة بكل الاحتياطات .
إن هذا الجيش بما أخذه من أسباب وقائية ودفاعية أقدر في المقياس المادي على النجاح وتحقيق النصر من آخر عادى التجهيز أو
ضعيفه وعديم الوقاية والحيطة ..
وعن أهمية الحيطة والوقاية يقول العقيد محمد صفا في آتابه الحرب
الحيطة هي السلامة أو هي الواسطة لتحقيق السلامة .. إنهاالاحتياط ضد الطوارئ والمفاجئات من أي نوع آانت ومن جميع الاتجاهات وإنه واجب آل مسئول (وجماعة) أن لا يؤخذ أبداً على غرة
..
والحيطة التي هي لغة الاحتياط للطوارئ من آل نوع ومصدر ، والتي هي عملياً عبارة عن مجموع وحاصل لعدد من التدابير
والإجراءات الاحترازية والتحضيرية وآذلك نتاج (لتكوين ) الفرد والجماعة وهي آمبدأ إستراتيجي وتكتيكي في مقدمة المبادئ
(العملانية ) الأساسية من حيث الأهمية والأسبقية .
تستدعى الحيطة قبل آل شئ معرفة بالخطر وتقديره حق قدره وتحديداً لنوعه ومصادره واتجاهاته وتحضيراً للوسائل العلمية والمادية
من أجل تجنبه ومقابلته ..
إنه لا مباغته أبداً حيث تكون الحيطة جيدة وشاملة ومستمرة دون انقطاع ولما آانت المباغتة نصف الطريق إلى النصر فالحيطة التي
تحول دون وقوع المباغتة هي أيضاً نصف الطريق إلى النصر ..)
وفي نطاق العمل الإسلامي وحياة الدعوة والداعية الوضع متشابه فالحرآة التي تأخذ بكل أسباب الإعداد العقائدي والفكري والتربوي
والحسي وتكون مناهج التربية عندها وقائية وتصوغ قراراتها ومواقفها في ضوء المنطق الذي يفرضه الشرع وفق الأولويات
والقدرات والظروف المتاحة ووفق ما تريد هي لا وفق ما يريده العدو وفي الزمان والمكان والكيفية التي تناسبها هي لا وفق ما يفرض
عليها لاستدراجها وإجهاضها .. هذه الحرآة تكون مالكة لزمام نفسها وقواها وخطواتها ونهجها بعون الله غير منساقة أو مستدرجة أو
محتواة أو مخترقة وتكون بعيدة عن دوامة الاستنزاف واحتياجات العناية الطبية اليومية الفائقة ولنسمع إلى الفتات القرآنية في صميم
هذا المعنى حيث يقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذرآم .. الآية} ويقول {... ود الذين آفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم
فيميلون عليكم ميلة واحدة .. الآية }