منتديات كل جديد
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة :- إذا كنت عضو معنا يرجى التكرم بتسجيل الدخول

أو التسجيل إذا لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى ، سنسعد بتسجيلك معنا وانضمامك إلى أسرتنا

منتديات كل جديد
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة :- إذا كنت عضو معنا يرجى التكرم بتسجيل الدخول

أو التسجيل إذا لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى ، سنسعد بتسجيلك معنا وانضمامك إلى أسرتنا

منتديات كل جديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كل جديد

المنتدى الحاصل على جائزة التميز السنوية لعامى 2010 و2011 على التوالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
:: وما من كاتب إلا سيبلا .... ويبقى الدهر ما كتبت يداه .... فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك فى القيامة أن تراه ::
:: زائرنا الكريم يسعدنا ويشرفنا ان تكون من بين اسرتنا فالمنتدى فى الفترة المقبله سيتحول الى مرحله جديده هى مرحلة الانتشار والتوسع ونود لو كان لديك افكار جديده ان تشاركنا بها الرأى كعضو من بين أسرتنا " منتديات كل جيد " ::

 

 القسم الواحد والثلاثين

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سالي رسلان
* مشرفة ركن *
* مشرفة ركن *
سالي رسلان


عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 30

القسم الواحد والثلاثين  Empty
مُساهمةموضوع: القسم الواحد والثلاثين    القسم الواحد والثلاثين  Empty2012-04-29, 3:48 pm

القسم الواحد والثلاثين

فوضى المفاهيم والتنابز بالألقاب [أو: فوضى المفاهيم السياسية]

من أغرب أمورنا السياسية: أن الأحزاب والحكومات عندنا تنادي بمبادئ ليست لها مفاهيم محددة واضحة كالديمقراطية والاشتراكية والتقدمية؛ ومع ذلك فهذه الأحزاب لا تتورع عن اتهام خصومها بالإقطاع والرجعية والخيانة لمجرد اختلافها معها في تحديد هذه المبادئ.



الشعارات الكاذبة مطية الحكام

من أسوأ ما منيت به البلاد في هذه الأحزاب التقدمية الاشتراكية الديموقراطية أنها حين تأتي إلى الحكم في الظلام تنسى تقدميتها باتباعها أساليب الأحزاب القديمة في التوظيف والتعيين، وتنسى اشتراكيتها بتخصيص الوظائف لفريق من الناس هم أنصارها من غير اعتبار للكفاءات، وتنسى ديمقراطيتها باستبدادها بأمور الحكم باسم الشعب وهي لا تمثل إلا أقل الأقل من أبناء الشعب كما أثبتت دائماً الانتخابات الحرة النزيهة. ومع ذلك فهي تصر على أنها تسمي حكمها حكماً ديمقراطياً اشتراكياً تقدميًّا.



وسيلة خير وشر

يقولون: إن من محاسن هذه الحضارة أنها اخترعت الإذاعة والتلفزيون والصحافة لإشاعة المعرفة في أوساط الجماهير، ونسوا أنها استعملت أيضاً، لتضليل الجماهير عن الطريق الصحيح للمعرفة.



من مساوئ أجهزة الإعلام

أجهزة الإعلام تجعل من أتفه الناس وأجهلهم مشهورين، ومن أخلص الناس وأعلمهم مغمورين.



يوم يتحرر الإسلام من هؤلاء

كل يتجاذبون الإسلام ليخدعوا به الجماهير ويصرفوها عن جرائمهم في اغتصاب حقوقها، والإسلام مكموم الفم، موثق الأيدي عندهم جميعاً، ويوم يتحرر منهم سيكون له معهم شأن آخر.



ثورة لا تنقطع وجبين لا يعفّر

أراد الله بالإسلام أن يكون ثورة على الفساد، وبناءً للخير، فحقق به المسلمون الأوائل أعظم تقدم بالإنسان نحو إنسانيته الكاملة، وأراد المسلمون به في العصور الأخيرة مؤيداً للفساد مشوهاً للخير فرجعوا بإنسانيتهم إلى ما قبل عصور الجاهلية الأولى. ويريد به المصلحون اليوم أن يكون ثورة وبناءً كما كان من قبل في العصور الزاهرة الأولى، ويريد به المفسدون اليوم أن يكون سنداً لفسادهم، والطغاة أن يكون ستاراً لطغيانهم، ويأبى الله أن تغل يد الإسلام القوية، وأن يغطى وجهه المنير، وأن يكون ألعوبة تتقاذفه الأهواء ذات الشمال وذات اليمين، ولكل أجل كتاب ?والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون?.



مرتع خصيب

الجهل بالدين مرتع خصيب لضلالات الشياطين، والفقر في الدنيا مرتع خصيب لمؤامرات المتربصين، وفقدان العدالة الاجتماعية مرتع خصيب للثورات والبراكين، ومخالفة دين الله مرتع خصب للهلاك المبين.



آفة التعصب الحزبي

ليس أكذب على الله والتاريخ والحق والشعب من أولئك الذين يتظاهرون بالشعارات المحبوبة من الجماهير وهم لا يتخلون عن حزبيتهم داخل الحكم وخارجه في كبير الأمور وصغيرها؛ وهم آفة في حياتنا السياسية قديماً وحديثاً.



سياسة الأهواء والشهوات

ليست مشكلة الأمة في السياسيين ذوي العقائد المتباينة، بقدر مشكلتها في السياسيين ذوي الأهواء المتباينة. ولسياسي متوسط الثقافة ذكي مخلص أنفع للأمة من مائة سياسي فلاسفة عباقرة تتحكم فيهم الأهواء والشهوات.



اختلاف الأشرار

اختلاف الأشرار فيما بينهم بدء نهايتهم.



مواطنان!

بعض الناس يقرضون الوطن ما هو إليه محتاج، وبعضهم يقرضونه بما هوعنه مستغن، والفرق بين أولئك وهؤلاء: أن أولئك يضمون إلى الوطن قوة، وهؤلاء يفتحون عليه ثغرة.



اضطرار!

قد تحتاج يوماً ما لرفقة الذئب اتقاء لشر الثور الشرس.



الراحة – أو الحياة

خيرت الشاة بين أن تنام مع ذئب نائم، أوتنام مع كلاب تتهارش. فقالت: إن تهارش الكلاب يفقدني راحتي، أما الذئب فأفقد معه حياتي.



يقظة الراعي

الراعي اليقظ يضيع على الذئب أحلامه الشرهة.



حين تخلو الساحة

حين تخلو الساحة من الأبطال: يتمنطق بالسلاح كل جبان خوار، وحين تخلو من الزعماء: يتصدى للقيادة كل سفيه غرير، وحين تخلو من الأمناء: يتظاهر بالوفاء كل خوان حقير، وحين تخلو من الحكماء: يدعي الفلسفة كل جاهل مغرور، وحين تخلو من المجاهرين بالحق: يصول فيها كل طاغية لئيم.



زعامة الصغار!

إذا تصدى للزعامة صغار العقول، سفهاء الأحلام، كان ذلك علامة على طغيان الأهواء، وانحلال الأخلاق، وتفسخ المجتمع.



من أصناف السياسيين

أكثر السياسيين كذباً: أكثرهم احتقاراً لوعي الشعب، وأكثرهم تبدلاً: أكثرهم مهانة في نفسه، وأكثرهم حرصاً على الفتن: أكثرهم فقداناً للمؤهلات، وأكثرهم جرأة على الحق والفضيلة: أكثرهم فقراً في الدين والأخلاق.



المصلحة الخاصة والعامة

الناس في العمل للمصلحة العامة ثلاثة: واحد ينسى مصلحته الخاصة؛ فهذا أكرم الناس، وواحد يذكر مع المصلحة العامة مصلحته الخاصة؛ فهذا من أفاضل الناس، وواحد لا يذكر إلا مصلحته الخاصة؛ فهذا شر الناس.



سباق!

رب حبل حاولت قطعه ثم رأيته ملتفاً حول عنقك.



حال لا تدوم

جديد اليوم عتيق الغد، ومشهور اليوم مغمور الغد، وحاكم اليوم محكوم الغد، وعزيز اليوم ذليل الغد، وغني اليوم فقير الغد، وقوي اليوم ضعيف الغد.

لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين

لا تستعجل عقوبة الله للمفسدين، فقد جهدوا أن يهدموا دعوة الإسلام، ويؤذوا جنوده الصادقين، فأمهلهم الله بضع سنين، وأمدهم بالمال ومظاهر الجاه والنفوذ، حتى إذا انكشفوا على حقيقتهم مغرورين مجرمين، كاذبين في ادعاء الورع والغيرة على الدين، أذاقهم الله العذاب الأليم. ?وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد?.



حقد الطاغية

الحقد الشخصي يقتل صاحبه كمداً، والحقد السياسي يعوق المجتمع عن سيره الصحيح، وحقد الطاغية يدمّر الأمة تدميراً.



الطاغية عدو أمته!

الطاغية يحقق لأعداء الأمة من المكاسب ما لا يستطيعونه بالانتصار في المعارك.

· الطاغية يذل الأمة، ويعز أعداءها.

· حسب الأمة شقاءً بالطاغية، أن يميت أحرارها، ويحيي أشرارها.



تطفيف [أو: مشكلتنا مع الدول الكبرى]

مشكلتنا مع هذه الدول الكبرى: أنها تطعمنا ما لا تأكل، وتكسونا ما لا تلبس، وتعطينا ما لا تأخذ، وتحيينا فيما تكره، وتدعم من أشقيائنا من تشنق أمثالهم في بلادها.



عقل الطاغية المصنوع!

كل إنسان راضٍ بعقله الذي خصّه الله به إلا الطاغية؛ فإنه يأبى إلا تصنع يده له عقلاً جديداً، ومن عجيب عقوبة الله له: أن يكون عقله المصنوع أبلد من عقله المطبوع.



لولا الطغاة

لولا الطغاة، لما عرفنا أدعياء الحرية من شهدائها، ولا أصدقاء الشعب من أعدائه، ولالتبس على كثير من الناس من بكى ممن تباكى.



فتنة واختبار

حكم الطغيان يكشف الدناءة المستورة، والحقارة المغيّبة، كما يكشف الرجولة المغمورة، والفضيلة المهجورة.



حياتهم لا حياة الطاغية

عبيد الطاغية يدافعون عنه؛ إبقاءً على حياتهم لا على حياته.



عبيد الطغاة

لا يتهافت على فتات عهد الطاغية؛ إلا الذين لا يجدون ما يأكلون في عهود الحرية، ولا يعتز بالسير في ركاب الطاغية؛ إلا الذين تدوسهم مواكب الأحرار.



لهذا يحرقون للطاغية البخور

لا تعجب من مغمورين سلط الطاغية عليهم الأنوار أن يحرقوا له البخور، ويمشوا بين يديه بالمزمار؛ فلولاه لظلوا في الظلام مغمورين ليس لهم نهار، إذا الأحرار كان لهم نهار.



الطاغية.. والحقيقة

لا يخاف الطاغية من شيء كما يخاف من الحقيقة، ولذلك لا يعتمد على شيء كما يعتمد على الكذب والتمويه، ولا يكره شيئاً كما يكره الصدق والصراحة.



عجز.. لا يقظة ضمير

قد يحارب الطاغية من كان عوناً له بالأمس، ولا يخدعنك حربه له، فلو استطاع أن يكون طاغية مثله لظل له وفيًّا.



أنواع الطغاة

في الطغاة صغار وكبار؛ وصغار الطغاة شر من كبارهم، وفيهم حقراء وعظماء؛ وحقراء الطغاة يستحقون الشفقة والرثاء أكثر من عظمائهم.



أوهام الطغاة

الطغاة يصنعون الأوهام في عقول الأمة، لتستسيغ وَهْمَ عظمتهم، وما يستسيغها إلا سفهاء الأحلام، ومن ثمة كان جل أنصار الطغاة من الأطفال والنساء والسخفاء.



الطاغية سوق النفاق

أكثر الناس ضحكاً على الطاغية في قرارة أنفسهم هم المنتفعون منه، ويوم يزول يكونون أكثر الناس لعناً له؛ إلا أن يكون فيهم ذمّاء من الوفاء والحياء، وقلَّ أن يكون عند أعوان الطغاة أثر منهما.



الطاغية.. عقوبة!

أكبر عقاب للأمة المتخاذلة: وجود الطاغية بينها.



من عقوبة الله للطاغية ولصانعيه

من عقوبة الله للطاغية؛ أن يفضحه ويكشف تهريجه من كانوا سبباً في فرض طغيانه، ومن عقوبة الله لهم: أن يفضحوا بأنفسهم صمتهم وطاغوتهم.



من حكمة الله في تمكينه للطاغية

قد يكون من حكمة الله في تمكينه للطاغية، أن تقتنع الجماهير أنَّ حكم الشورى أسلم طريق بنَّاء للوصول إلى الاستقرار، فلا تُفتن بعد ذلك بمظاهر البطولة أبداً.



من علامة انحدار الأمة

من علامة انحدار الأمة: أن يتمكن أشرارها من حكمها، ثم يتسلط هؤلاء الأشرار بعضهم على بعض، فيشغلوها بأحقادهم ومطامعهم عن علاج مشكلاتها، ودرء الأخطار المحدقة بها.



من علامة شقاء الأمة

من علامة شقاء الأمة: أن تشغل بنفسها عن أعدائها.



حدود المجاملة!

لا تجامل الناس على حساب ما يؤذيك في عقيدتك أو شعورك أو جسمك، وتلطف في ذلك بما لا تُذم به.



شعور الكاذب

لست أدري ما هو شعور الذي يدفع التهمة عن نفسه بما يعلم أنف فيه كاذب، أغلب ظني أنه في قرارة نفسه يحتقر نفسه، إن كانت فيه بقية من أخلاق.



بدء نهاية الطغاة

أول صوت يرتفع مع المضطهدين، هو بدء نهاية الطغاة والظالمين.



أعين الحق

في أحكام الظلام التي يدبر فيها الطغاة مؤامراتهم، تلاحقهم أعين الحق، فتفضحهم بغتة وهم آمنون.



شر النكبات

شر النكبات ما سبَّبها سوء الأخلاق، ولازمها سوء التصرف، وأعقبها سوء السمعة.



بين جسم المرء وضميره!

كلما نحف ضمير المنحرف سمن جسمه.



العقل.. والعاطفة

في الحرب يجب أن تكون العاطفة أقوى من العقل، وفي السياسة يجب أن يكون العقل أقوى من العاطفة، وفي البيت يجب أن يتعادل العقل والعاطفة، وفي الحب لا مكان للعقل أصلاً.



بينك وبين الناس!

أنت أغنى الناس حين تستغني عن أموالهم، وأقواهم حين تحتقر أطماعهم، وأكرمهم حين تترفع عن مباذلهم.



أخذ الطاغية

إذا أراد الله أخذ الطاغية زاده عناداً وغروراً.



من لوث يده بدم الأخيار

من لوَّث يده بدم الأخيار، أزال الله عزَّه بأيدي الأشرار.



أكبر أعوان الطاغية

أكبر أعوان الطاغية "سكوت" الصالحين، و"كلام" الطالحين.



القسم الثاني والثلاثين

الأيدي.. وسلاح المال

المال سلاح فتاك، فإن كان بيد المؤمنين العامل؛ فهو سلاح ضد الشر والحرمان، وإن كان بيد السفيه الفاجر؛ فهو سلاح ضد الخير والإحسان، وإن كان بيد الطاغية؛ فهو سلاح ضد الخُلق والحق والحرية والأمان.



حب المال يفضح هؤلاء

حب المال يفضح أدعياء: الدين، والوطنية، والإخلاص، والإصلاح، والحرية، والاشتراكية.



لا بد للخير من قوة تحميه

الخير حمل وديع، والشر ذئب ماكر، فانظر هل يسلم الحمل من الذئب، إلا أن تكون وراءه قوة تحميه؟



آثار الكذب على العاملين الشرفاء

أسوأ آثار الكذب على العاملين الشرفاء: أنها تشغلهم عن المضي في رسالتهم بالدفاع عن أنفسهم؛ إثباتاً لبراءتهم تجاه جمهور لا يملك من الوعي ما يمحص به الحقائق من الأباطيل بسرعة وبدقة.



للنجاح في معترك السياسة

سلامة القلب، ونظافة اليد، وصحة العقيدة، واستقامة الأخلاق، لا تكفي وحدها للنجاح في معترك السياسة ما لم يضف إليها: ألمعية الذهن، ومرونة العمل، وحرارة الروح، وتفهم مشكلات المجتمع وطبائع الناس.



لا تخف من الناقدين

لو أنك تهيبت العمل خوفاً من الناقدين لما عملت أبداً، ولكن اعمل ما تعتقد صحته، وتُرجح فائدته، وترضي به ربك، وتكسب به ثناء العقلاء والمخلصين؛ فإن غضب عليك بعد ذلك في حياتك من غضب، فسيرضى منهم عنك بعد موتك من يرضى.



أساس نكبة أمتنا

أساس نكبة أمتنا في القديم والحديث: حكامها الظالمون، وأذكياؤها المنافقون، وعلماؤها الغافلون.



خمسة لا أمان لهم

خمسة لا أمان لهم: ملحد ينكر وجود الله، ومتسلط لم يصل إلا بالغدر والجريمة، ومغمور نشأ في بيئة فاسدة ثم ساعدته الظروف على الظهور، ومغرور حاقد متعطش لسفك الدماء، وكذاب أوصله كذبه إلى الشهرة والمجد.



الشعور بالمسؤولية

ليس أثقل ولا آلم ولا أشد وثاقاً، ولا أعظم وزراً، ولا أنفى للراحة، ولا أجلب للهم والمرض، ولا أعدى للصحة والشباب: من الشعور بالمسؤولية.. ولقد رأيت الذين يشعرون بها ويعطونها حقها من العناية، أقل من القليل..



المسيطرون في الفتن

في الفتن: إما أن يسيطر العباقرة أو السفهاء، ولا مكان فيها لمتوسطي المواهب والمستقيمين الطيبين.



متى يظهر لؤم النفوس

لؤم النفس لا يظهر إلا عند هبوب الرياح، وبعض لئام النفوس كثيراً ما يظهرون بمظاهر القديسين، حتى إذا هبت رياحهم ترحمت من أجلهم على بعض الشياطين..



من مظاهر الخسّة واللؤم

من مظاهر الخسّة واللؤم، أن يتصنع الإنسان العظمة والحزم والكبرياء أمام إخوانه وأعوانه، وهو من أجبن الناس وأذلهم وأنذلهم إزاء الأقوياء والرؤساء.



الذي يبيع إخوانه وكرامته

من باع إخوانه وسمعته وكرامته، لقاء منصب تفضل به عليه المتسلطون، كانت بنت الهوى أحسن منه حالاً في بعض الحالالت؛ إن منهن من يلجئهن الجوع لبيع شرفهن، وهؤلاء يلجئهم التهالك على الجاه الزائف إلى التفريط بشرف بلادهم وحقوق أمتهم.



عاران!

من لا يستحي من عار المهانة علناً تكالباً على إرضاء المتنفذين؛ لا يستحي من عار الخيانة سرًّا؛ ترامياً على أقدام الطامعين.



معادن.. ومقاييس

أسد هزيل أرهب في النفس من حمار فاره، وفرس مقيدة أنبل في العين من بغل طليق، وكسرة خبز يابسة ألذ في فم الرجل الحر من لذيذ الطعام والشراب في فم العبد المهين.



الحلية المستعارة!

الحلية المستعارة بقاؤها غنى مفضوح، واستردادها فقر مُهين، ولا يفتخر بالمستعار إلا المملقون.



لا ينصرون

لا تنتصر الأمة في معركتها مع أعدائها بخمسة: متهالك على الشهرة، جبان عند العمل شجاع عند القول، مغرور يقدر نفسه أكثر مما هي ويقدر أعداءه أقل مما هم، مؤثر للسلامة على التضحية، وللحياة على الموت.



خبث النية

خبث نية القائد تقود الجنود إلى الهزيمة ولو كانت نواياهم حسنة، وهذا غير المكر والدهاء والحيل في الحروب؛ فإنها من وسائل النصر على الأعداء.



معادن الناس

الناس معادن، خيارهم في السراء خيارهم في الضراء، وخيارهم في التولية خيارهم في العزل، وخيارهم في الجاه خيارهم في الخمول، وخيارهم في القوة خيارهم في الضعف، وخيارهم في الجندية خيارهم في القيادة.



ليس في السياسة عواطف

ليس في السياسة الدولية عواطف بل عقول، ولا مجاملات بل مصالح، والسياسي الإنساني هو الذي يعمل لمصالح قومه ضمن مبادئ الحق والخير والسلام.



الخصومة والعداوة في السياسة

ليس في السياسة خصومة دائمة، ولا صداقة دائمة؛ فصديق اليوم قد يكون خصم الغد، وخصم الأمس قد يصبح صديق اليوم، ذلك شأنه في الأفراد والشعوب.



أصعب شيء

أصعب شيء على السياسي المستقيم أن يرى الدجالين في السياسة يستهوون الغوغاء بكاذب القول ومعسول الوعود.



بعض السياسيين

بعض السياسيين في أمتنا يبدأون حياتهم السياسية كالعاشقة، وينتهون إلى أن يكونوا كبائعة الهوى.



تطور السياسة

كانت السياسة في بلادنا وطنية، ثم غدت استغلالاً، ثم حاولت أن تكون إصلاحاً، ثم أصبحت اليوم إما تضحية تجعل صاحبها من الأبطال، وإما وصولية تجعل صاحبها من الأنذال.



لنا الله من هؤلاء

لنا الله من حراس يردعوننا ، وأمناء يخونوننا، ووكلاء يتآمرون علينا، وعيون لنا يصبحون علينا، وأطباء أصبحوا مرضى، ومضمِّدين انقلبوا جارحين، وأساة صاروا شامتين.



السياسي الناجح

السياسي الذي يعتمد على الجماهير الجاهلة وحدها سياسي دجال، والسياسي الذي يعتمد على المثقفين وحدهم سياسي فاشل، والسياسي الناجح هو الذي يستطيع أن يجمع حوله المثقفين والجاهلين.



لا خير فيهم

الذين تجمعهم وحدة النضال ثم تفرقهم مغانم الحكم: أناس لا يصلحون لقيادة الوطن، والذين تجمعهم ضجة المواكب ثم تفرقهم عصى الظالم: قوم لا ينصرون ضعيفاً، ولا يضعفون قويًّا.



الأخلاق والسياسة

الأخلاق أولاً ثم العلم والدهاء، هذا ما تنتفع به الأمة ممن يتصدون لسياستها.



السياسي الملوث

السياسي الذي ينسى ماضيه الملوث، سرعان ما ينسى مبادئ الشرف والاستقامة حين يكون في الحكم.



ارتفاع الأغمار

إذا فوجئت بارتفاع الأغمار، فلا تستمر في استصغار شأنهم، وإذا فوجئت بتحكم الأشرار فلا تقنط من زوال حكمهم.



استفد مما تكره

اتخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن الظلم حافزاً للتحرر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق.



الدين والسياسة

من لم تملأ قلبه مشاعر الإيمان بالله ومراقبته: لم يؤمن على وطن، ولا على شعب، ولا على مبدأ كريم.



لا خير فيه

لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في سياسي لا يحكمه عقله، ولا في رئيس لا يشعر بسلطان الله عليه.



الإفراط

الإفراط في سياسة الحزم: قسوة تؤدي إلى الانفجار، والإفراط في سياسة اللين: ضعف يشجع الأشرار.



لا ينجح

السياسي الذي يفرح بالثناء، ويستاء من النقد، ويهتز سروراً لتصفيق المحبين، ويضطرب غضباً من تصفير المعارضين: هو سياسي لا ينجح.



الخيانة

خيانة الأمة هي تحقيق أهداف أعدائها ولو كان من غير اتفاق معهم على ذلك.



عقاب

أكبر عقاب للأمة المتخاذلة، تحكم الطاغية في شؤونها.



البطل المنتظر

ما زالت أمتنا تنتظر البطل الذي يملأ فراغها السياسي منذ غاب صلاح الدين، وما تزال تمنح قلوبها وتأييدها كلما خالت مخايل البطولة فيمن يدعيها، حتى إذا اكتشفت بذكائها "زيف" البطل الممثل؛ تخلت عنه بين فجيعة الخيبة وتجدد الأمل في بطل جديد، وما زالت تبحث، وما زالت تنتظر.



استقامة الحكم

لا يستقيم الحكم إلا بثلاث: تشجيع الأخيار، معاقبة الأشرار، والسهر على مصالح الناس.



تمام النصر

لا يتم النصر إلا بثلاث: معرفة العدو، وإحكام الخطة، وبذل الطاقة.



طاعة الزعيم

لا يستفيد الزعيم من كثرة أنصاره إلا بحسن طاعتهم له، واعتبر في ذلك بعلي ومعاوية.



مودة الطاغية

لا تكتسب مودة الطاغية إلا بالذلة، ولا القوي إلا بالخنوع، ولا الحاكم المغرور إلا بالثناء والنفاق.



بم يُخلد الزعيم؟

لا يخلد الزعيم إلا بثلاث: تجرد عن الهوى، ولذة في الحرمان، وترفع عن الحقد.



بمَ تسعد البلاد؟

لا تسعد البلاد إلا بثلاث: دين وازع، وسياسة رشيدة، واقتصاد مزدهر.



بمَ تسعد الأمة؟

لا تسعد الأمة إلا بثلاث: حاكم عادل، وعالم ناصح، وعامل مخلص.



القسم الثالث والثلاثين –



الحكم الصالح

هو الذي يقوم على دعائم الدستور؛ فلا محاباة ولا تلاعب ولا تحكم ولا طغيان.

ويفرض هيبته باستقامة ولاته، فلا عقوبة إلا مع الجريمة، ولا عفو إلا مع المخلصين.

وينتزع الحب في قلوب الرعية؛ بالعدل الذي يسوي بين الناس، واليقظة التي تدفع الأخطار، والتفاني الذي يجهد النفس ويمنع لذائذ الحياة.

? ? ?

وهو الذي يرى ولاته أنهم خدام الأمة لا متكبروها.

وأنهم أمناء على أموالها لا سراقها ومبددوها.

وأنهم أقلهم شأناً ولكنهم أكثرهم واجبات.

وأنهم يلزمهم ما يلزم الخادم لسيده من النصح وأداء الأمانة.

? ? ?

وهو الذي تصان فيه فضائل الأمة من الذوبان.

وتحفظ أخلاقها من التدهور والانحطاط.

وتمنع عقيدتها من التحلل والتلوث بالخرافات.

وتنمى عقولها بالعلوم والآداب والثقافات.

حتى لتكون الأمة إيماناً يبعث على السمو، وكمالاً يدعو إلى الاحترام، ورقيًّا وحركة متقدمة بروية واتزان، وشخصية متميزة بين الأمم بحبها للخير ومحاربتها للفساد.

? ? ?

وهو الذي يعمل قادتها في وضح النهار لا في الظلام...

ويقولون للأمة ما ينوون عمله وتنفيذه.

وتكون رجولتهم في أعمالهم أبين منها في خطبهم وأقوالهم.

ويكون الدهاء عندهم طريقاً لانتزاع حق الأمة من الغاصبين، لا للتغرير بها والتحكم في شؤونها، والتمكن من خيراتها وأموالها ولو أدى ذلك إلى وضع القيود في أعناقها لتذل للظالمين والمستعمرين.

? ? ?

وهو الذي يدخل السعادة إلى كل بيت! والطمأنينة إلى كل قلب، والكساء إلى كل جسم، والغذاء إلى كل بطن. فلا تعرى أمة ليكتسي أفراد، ولا تجوع آلاف ليشبع رجال، ولا تفتقر جماهير لتغنى فئات.

? ? ?

هو الحكم الذي يقول فيه التاريخ لرجاله: عففتم فعف ولاتكم، ولو سرقتم لسرقوا.

وهو الحكم الذي يقول كبير أمرائه: "مثلي ومثلكم كمثل قوم وكلوا إلى واحد منهم أموالهم؛ فلا يحل له أن ينفق منها إلا برأيهم ومشورتهم".

وهو الحكم الذي يقول فيه رجل الدولة: "القوي عندكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

? ? ?

هذا هو الحكم الذي يكون عرش رجاله في قلوب الأمة، والثقة به من رضاها وثنائها، واستمراره وبقاؤه رهين بتأييد الجماهير الواعية العاملة المؤمنة؛ لا بنفر محدود يرهبهم الوعيد، وتغريهم الوعود.

? ? ?

سيقولون: هذا انقطاع عن الحياة، وإغراق في الخيال.

وسيقول لهم الحق: طلب المثل العليا في أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلالأنهم أعهيمنش

.

مصطفى السباعي



القسم الرابع والثلاثين - بين الحكومة والشعب

الشكوى من رجال الحكم طبيعة في الأمم، وقلَّ أن تجد في التاريخ حاكماً استطاع أن يرضي الناس جميعاً، ولعل منشأ ذلك: أن أهواء الناس متعددة، ومنافعهم متضاربة، وكل منهم يريد تحقيق مصلحته، وليس يستطيع الحاكم ذلك ما دام في الدولة قانون يحكم، وشرع يسود، ومن هنا يقول شاعرنا:

إن نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام! هذا إن عدل

أما إذالم يعدل: أما إذا حاد عن طريق الحق، واتبع أهواء النفس، واستغل منصبه لتقريب الأنصار ولو كانوا بلهاء، وإبعاد الخصوم ولو كانوا أكفاء، فكل الناس أعداء له، وأول أعدائه في الحقيقة أولئك الذين يدوس حرمة القانون ليقربهم إليه، وليحقق لهم أغراضهم ومصالحهم. وبذلك اعتاد الشعب خلال ربع قرن كامل أن ينفر من كل حكومة قائمة، ويرى في كل قانون تسنه قيداً جديداً ترهق به ماليته وحريته وكرامته.

وذلك يوم كان المستعمر الراحل هو الذي يعين الحكام، وهو الذي يؤلف الوزارات، وهو الذي يأتي إلى الحكم برجال لا تعترف الأمة لهم بفضل ولا بوطنية ولا بإخلاص، وأصبح التذمر لنا عادة دائمة، والشكوى من رجال الحكم نغمة مستحبة حتى بعد قيام العهد الوطني، ولم يكتب لنا في التاريخ أن تمتد الأيدي بعضها إلى بعض فتنطلق متعاونة في البناء، متفاهمة على الخير، واستمرت الجفوة حتى وصل الأمر بنوابنا أن يتراشقوا بالتهم في ندوتهم، وأن ينقلب سلاحهم إلى تهديد بالمسدسات، وهجوم بالكراسي، وغير ذلك مما أخذ الناس يقرأونه في صحفهم عن مجلسهم النيابي في آخر حياته، وإنها لعمر الله مأساة تتفطر لها القلوب!.

من المسؤول عن ذلك؟ أهي الحكومة؟ نعم! ونقولها بكل صراحة. أم هو الشعب؟ نعم! ونقولها بكل وضوح. فالحكومة مسؤولة لأنها لم تحسن تصريف الأمور في كثير من الأحيان، ولم تستطع أن تكون جريئة في الإصلاح، ولا واضحة في الإدارة، ولا متخلية عن أهواء بعض وزرائها الذين أصبحت خطتهم مثلاً سائراً يتحدث به الناس في مجالسهم. فهل نعجب بعد ذلك إذا ارتفعت الشكوى بحق وبغير حق من فساد الأوضاع، واختلال النظام، وتشجيع الخونة والعجزة، وإقصاء الوطنيين والأكفاء، والاستهانة بمالية الأمة ومقدرات الوطن؟ وقد تكون الحكومة معذورة في بعض، وقد تكون مجتهدة فأخطأت الطريق، وقد تكون لها سياستها التي دقت عن أفكار الشعب! ولكن الأمة لا تعذرها في ذلك كله ما دام تصرف بعض المسؤولين فيها تصرفاً كيفيًّا ينبو عن قواعد الدستور، ومبادئ العدالة، ومتعارف الناس في أخلاقهم وعقائدهم.

ومن دعا الناس إلى ذمه ذموه بالحق وبالباطل

وأما الشعب: فهو المسؤول أيضاً؛ لأنه لم يحسن اختيار نوابه والمتكلمين باسمه في المجلس النيابي، وحسبك أن تلقي نظرة على مجموعة النواب الحاليين لتحكم بكل تجرد وإخلاص: هل هؤلاء في مجموعهم يمثلون إرادة الأمة ووثبتها ونهضتها ومطامحها ورقيها؟ إن في المجلس النيابي عدداً من الأكفاء، وفيه من المخلصين من لا ننكر إخلاصهم، ولكن فيه عدا عن ذلك من لا كفاءة لهم إلا جاههم ونفوذهم، ومن لا تؤثر عنه كلمة واحدة في المجلس من أولى جلساته إلى آخرها. ومن إذا تكلم لا يحسن الكلام، ولا يضبط أعصابه، ولا يعرف كيف يسلك سبيل النقاش وطرائق الهجوم والدفاع! هذه حقيقة واقعة قد يسكت عنها بعض حملَة الأقلام؛ إما مجاملة، وإما خوفاً، وإما طمعاً! والذي أدى إلى أن يكون مجلسنا النيابي بهذا الشكل هو الشعب الذي رضي أن يكون فريق نوابه على ذلك الطراز! وقد يكون الشعب معذوراً ما دام النظام الانتخابي على قواعده الحاضرة التي وضعها المستعمرون! ولكنه غير معذور في حالتين: في سكوته اليوم على هذا النظام الفاسد، وفي سكوته عدا عن عمليات اللف والدوران التي يقوم بها المرشحون للنيابة مع فريق من المنتخبين الثانويين إذا بقي هذا النظام قائماً! إن الشعب هو المسؤول؛ لأنه هو الذي يجب أن يختار نوابه، فإذا شكا اليوم وتألم فليظهر غداً إرادته الواضحة في إقصاء من يتألم منهم وإبقاء من رضي عنهم، أما الشكوى في الأندية والأسواق والشوارع، ثم السكوت وقت الانتخابات، أو المجاملة والرضوخ لإرادة المتنفذين؛ فتلك علامة الموت، وتلك خطة الشعب الذي ابتلاه الله بالثرثرة وطول اللسان، والتقصير في الأعمال الصالحة في كل ميدان.

وما دامت قواعد الانتخاب على شكلها الحاضر، وطرق النيابة على ما اعتاد الناس رؤيته في كل دورة انتخابية، فسيمثل الأمة من لا تريده الأمة، وسيحكم فيها من لاي يحسن الحكم، وستزداد الأوضاع سوءاً، والبلاد اضطراباً، وستكون الفرصة مواتية لبعض المغرضين أن يستغلوا نقمة الأمة من أشخاص فيحولوها إلى أن تكون نقمة من حكم، وغضباً على عهد، وحنيناً إلى أيام سوداء رأت فيها البلاد ألواناً من النكال والمآسي والنكبات.

الطريقة الوحيدة لاستقامة الأمور: أن يترك الشعب حرًّا في إختيار نوابه مباشرة، وسيقول بعض الناس: أليس الشعب الآن حرًّا في اختيار نوابه مباشرة، ونحن نحيلهم إلى الخزائن التي تفتح، والولائم التي تقام، والوعود التي تعطى، والمؤامرات التي تحاك! ليروا إن كان هنالك شعب ينتخب أم أفراد يتآمرون!.

مصطفى السباعي



القسم الخامس والثلاثين - مسؤولية القادة

بلى إنها الأمة! هي هذه الأمة التي تهرع إلى المساجد والأندية لتسمع إلى من يبصرها بعيوبها، ويزيل الغشاوة عن عيونها!.

هي هذه الأمة التي تبكي حين يتلى عليها أمر من الله تركته، أو تحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم عصته، أو حوادث تاريخ سلفها الصالح الذي نسيته!.

هي هذه الأمة التي لا يختلف عامتها عن خاصتها في فهم العلل التي أنشبت مخالبها في مجتمعنا فشلّت حركته وعاقت تقدمه، بل لا يختلف عامتها عن خاصتها في معرفة الدواء ولكنها تنتظر الأطباء!.

هذه هذه الأمة التي يثيرها نداء، ويبعث حميتها تاريخ، ويسيل عبراتها ماض زاهر، وحاضر ثائر، ومستقبل حائر!.

هي هذه الجماهير التي رأيتها تتدافع بالمناكب شيباً وشباباً، فلاحين وعمالاً، علماء وجهالاً، إلى الأماكن التي تدعى إليها، فإذا هي كالأرض العطشى تنتظر الماء، بل كالجسم المريض يرجو الدواء، بل كالجنود المشتتين يتطلعون إلى القائد.

إنها أمة لو وحدت قائدها لزغردت أمجادها!.

لا تستطيع وأنت تشهد بواكير الوعي الاجتماعي تتجلى في تلك الاجتماعات والحفلات إلا أن تتساءل: لماذا لا تستقيم أمورنا الداخلية حتى اليوم؟ أهو إعراض من الأمة أم تقصير من القادة؟ أما هذه الأمة فالله يعلم وقادتها يشهدون أنها ما قصرت في بذلٍ، ولا ونت عن مساعدة، ولا تلكأت عن تضحية، ولا أصمّت آذانها عن نداء، أفرأيت لو أن قادتها الذين قادوها في ميادين النضال السلبي أرادوا أن يقودوها إلى معركة الإصلاح الإيجابي، أكانت تعرض عنهم وتتخلف؟ أوَمِنَ المعقول أن تجيبهم في الحرب ولا تجيبهم في السلم، وأن تمشي وراءهم في الموت، ولا تسير معهم للحياة، وأن ترضى بالخراب والدمار والمنافي والسجون ثم لا ترضى بالبناء والاطمئنان، والإصلاح والعمران.

لا! ليست العلة من هذه الأمة ومن اتهمها بذلك فقد جحد فضلها، أو جهل حقيقتها، ولكنما العلة من هؤلاء القادة؛ لم يكادوا ينتهون من النصر حتى ركنوا إلى اللذة والنوم، فمن طالبهم بالعمل أنكروا قصده، ومن ناقشهم الحساب أحالوه إلى الماضي، ومن رغب منهم الجد والاستقامة رموه بالبله والجمود!. ومن عجبٍ أنهم وقد نسوا هذه الأمة في وقت الظفر فلم يذكروا إلا لهوهم ومنفعتهم ونيابتهم وضمان مصالحهم، ما يزالون حتى الآن يمنون بأنهم لها يعملون، وفي سبيلها يسهرون، ولسعادتها يحكمون!.. والأمة تستمع إليها في هذه الدعاوى فيذهلها البهتان، وتؤلمها المراوغة ويحز في نفوسها تنكب السبيل! أمن أجل الأمة هذه المؤامرات لا المؤتمرات؟! ومن أجلها تلك الحفلات والرحلات؟ أو من أجلها تلك الأندية والمقامر والليالي الساهرات؟ ومن أجلها تلك القوانين التي تداس والدستور الذي ينتهك، والرشوات التي يغضى عنها، والمحسوبيات التي تقرب الأغنياء وتبعد الأكفاء، وتعطي الأشرار وتحرم الأخيار، وترفع الخونة وتنسى المخلصين؟!.

مسكينة هذه الأمة! عليها الغرم في أموالها وديارها وراحتها وثقافتها وعقيدتها، ولبعض الناس الغنم من أموال الدولة وجاهها ونفوذها وكبريائها.. ولهم السلطة المطلقة في أن يفسدوا ما شاءوا من عقيدتها وثقافتها وأخلاقها وتقاليدها!.

كلا أيها القادة! إن أمتكم تريد منكم شيئاً غير هذا؛ تريد أن تحفظوا عقائدها، وتحترموا آدابها، وتصونوا أموالها، وتحقنوا دماءها، وتوفروا طمأنينتها. إنها تريد منكم أن تعنوا بالقرى كما تعنون بالمدن، وبشؤون المحافظات كما تعنون بشؤون العاصمة، وبأبناء الفقراء كما تعنون بأبناء الأغنياء، وبتثقيف سكان الريف والصحراء كما تعنون بتثقيف أولاد الكبراء والزعماء!.

إنها تريد أن تعيش في نعمة سابغة، وأمن وارف، وعلم مفيد، وعدالة شاملة، وخلق يسمو بها للسماء ولا يهوي بها إلى الحضيض؟ هذا ما تريده منكم الأمة، وفي سبيله تدفع لكم الضرائب وتحترم القوانين، وتنفذ الأوامر، وتبذل الطاعة، وتدعو لكم بالبقاء، وكل انحراف بها عن هذه الأماني خيانة للأمانة، وتفريط بالحق، وتهديم للدولة!.

أيها القادة! إن هذه الأمة فتحت أعينها فجنبوها الظلام، وجمعت شملها، فهيئوا لها الأعلام، وعرفت أمراضها، فاختاروا لها الأطباء، وسلكت الطريق فكونوا لها خير الهداة.

يا هداة الركب! كيف تصلون وقد انحرفتم عن الجادة؟ ومتى تصلون وقد أعمتكم المادة؟ وفيم تقودون إذا ضللتم الهدف وفقدتم الغاية.

مصطفى السباعي



القسم السادس والثلاثين - يا شيوخنا في السياسة لقد آذانا ضعفكم فاتركونا نسير!

ما أعتقد أن جيلين اصطدما في عصر واحد كما يصطدم الشباب العربي مع شيوخ السياسة العربية في عصرنا الحاضر؛ فشيوخ السياسة عندنا نشأوا في عصر الضغط والإرهاق، وفي عهد التملق والحذر والمداراة، فلما خاضوا معركة السياسة ألفوا أنفسهم أمام دولة طامعة قوية تُدلُّ بقوتها وتتيه بكبريائها، ولم يحاولوا أن يكونوا خياليين في مطالبهم من هذه الدولة؛ فقصروا حركتهم على ما يمكن تحقيقه من مطالب الأمة، ولم يشاؤوا أن يصطدموا مع المستعمرين إلا مكرهين! فإذا أصابهم نفي أو سجن أو عنت أو عذاب، كان ذلك نتيجة تعسف المستعمر أكثر من أن يكون نتيجة عملوا لها بأنفسهم وعرفوا خاتمتها وهم في أول خطواتها.

ومن حسن حظ هؤلاء الزعماء أن كان في الأمة بقية من إيمان!. حفزها للعمل والتضحية، ونفخ فيها روح الأنفة والكرامة، ثم ألقاها في أتون الثورات والمعارك والاصطدامات؛ فقوافل الضحايا والشهداء والجرحى والمشوهين، وآثار الخراب والثكل واليتم والفقر، إنما كان نتيجة لازمة لثورة الأمة النفسية التي أجج الإيمان أوارها، ولم يكن نتيجة روح أثارها زعماؤنا الشيوخ، ولا خطط أحكموا وضعها!.

ولما حاول المستعمرون أن يفاوضوا الأمة الثائرة لم يجدوا أمامهم إلا هؤلاء الشيوخ وهم على وطنيتهم وإخلاص كثير منهم ورغبتهم في إنقاذ أمتهم، لم يكونوا على قدر كبير من متانة الأعصاب، لأنهم في الواقع كانوا يجهلون حيوية الأمة، وطبيعة الاستعمار، ومن ثم كانوا يعتقدون بضعف أمتهم، وقوة أعدائهم، فكان أقل ما يلوح لهم به المستعمر كافياً لأن يعدوه كسباً عظيماً ونصراً مبيناً. كذلك فعلوا عام 1936 في سوريا وفي مصر؛ إذ كانوا ينعتون ما حصلوا عليه من معاهدات يومئذ بينهم وبين المستعمرين بأنها وثائق الشرف والاستقلال! هذا بينما لم يتورعوا عن إضافة ذيول سريعة للمعاهدة تُفقد كل ما بقي للأمة فيها من مظاهر الاستقلال.

ذلك الجيل الضعيف في أعصابه، الشاك في حيوية أمته، الفزع من قوة أعدائه، البسيط الطيب الذي يخدع بالمواثيق بل بالابتسامات والتحيات! هو الذي يقف اليوم حائلاً دون اندلاع النار! نار الشباب الذي يستهين بالصعاب، نار الإيمان الذي يهزأ بقوى الأرض، نار الكرامة التي لا تعرف أنصاف الحلول ولا متوسط الأمور! هذه النار هي التي تضطرم في نفوس الجيل الجديد، ولكن شيوخ السياسة يحاولون إطفاءها؛ لأن الحكمة تقضي بالوقوف في وجه السياسة الهوجاء! ويريدون بالهوجاء كل تطرف في الوطنية، وتصلب في الحقوق، واعتزاز بالكرامة، ويرون من مظاهر هذه السياسة الهوجاء، كل ثورة وكل تظاهر، وكل عنف مع المستعمر؛ لأنهم أعطوه الموثق الأكيد أن يسيروا معه إلى نهاية الشوط، فكيف يتركون هؤلاء الشباب يغضبونه ويثيرون حفيظته، فتضيع الكراسي، ويذهب الجاه، وتفوت المغانم، وذلك كله عندهم معناه ضياع الاستقلال!.

إننا نمسك اليوم بالعصا نقرع بها ظهور الخوالف، ونهدد بها سلطان الباغين، ولكن شيوخنا الكبار يريدون أن يحملوا الزهور والرياحين ليشهد لهم المستعمر أنهم أهل للحكم ومحل للثقة، ومهما حاولوا أن يقنعونا بسداد آرائهم، وصدق حكمتهم؛ فنحن مع اقتناعنا بذلك نريد أن نسير!.

نريد أن نسير! فلا يبقى في الأمة ضعيف ولا خوَّار ولا جبان.

نريد أن نسير! فلا يبقى في البلاد غش ولا كذب ولا استهتار.

نريد أن نسير! فلا يبقى في الدولة اختلاس ولا رشوة ولا استئثار.

نريد أن نسير! فلا يبقى في الوطن أجنبي يمسك بخناقنا باسم "التحالف" بعد أن يئس من ذلك باسم "الاستعمار".

نريد أن نسير ورؤوسنا مرفوعة، وكرامتنا مصونة، وتراثنا محفوظ، وقلوبنا مؤمنة، وأيدينا طاهرة، ورسالتنا تشق طريقها إلى القلوب لننقذ الدنيا مرة أخرى!.

أيها الساسة الشيوخ، إننا نريد أن نسير فافسحوا لنا الطريق.

أبو حسني



القسم السابع والثلاثين - هذه الأمة الواعية! لن تقبل بعد اليوم أنصاف الآلهة

نحن في كفاح مع المستعمر لا ينتهي حتى تنتهي كل آثاره في بلادنا العربية، ومن واجبات هذا الكفاح: أن تحشد له جميع القوى والمواهب، وأن تخاض له جميع الميادين والمناسبات، وأن لا تطغى فيه فرصة على فرصة ولا موهبة على موهبة، ولا طائفة على طائفة، ما دام خصومنا يستغلون كل ما في الطبيعة البشرية من قوة التأثير والإغراء والخداع والمكر؛ فإن من حقنا بل من واجبنا أن نستعمل كل ما عندنا من قوى الكفاح والنضال واسترجاع الحق السليب من الحيوان المفترس، وإذا كانت ميادين كفاحنا فيما مضى ميادين سلبية لا تعرف إلا الاحتجاج والإثارة والإضراب والمظاهرات، وإذا فتحت لنا اليوم في حياتنا الجديدة آفاق العمل الديبلوماسي، وميادين المؤتمرات الدولية والعلائق السياسية، فإن من الضرر البالغ بحقنا أن نقف عند هذا الحد فحسب، وأن نغفل الناحية الشعبية التي ما برحت قوام الحركات السياسية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.

إن أقطاب العالم والمتحكمين في مصائره اليوم يحسبون حساباً لثورة الجماهير ونقمتهم؛ فإذا وقفت وفودنا تناضل عن حقها بالطرق القانونية والدولية، ثم كتب لها أن تخفق في الوصول إلى بغيتها، فإن الواجب الوطني أن تثبت شعوبنا تأييدها لها، واهتياجها لإخفاقها، وتصميمها على الوصول إلى حقوقها، إن عاجلاً وإن آجلاً، إن سلماً وإن حرباً، حتى يكتب لها الله الفوز ولأعدائها الخذلان، ويوم تقف الشعوب هذا الموقف المهتاج، يومئذ يطأطئ الظالمون رؤوسهم ويخففون من غلوائهم، ويحسبون حساباً لمنافسيهم في الاستعمار، ولمصالحهم في البلاد، ولبترولهم في بطون الأرض التي فتحناها لهم وقلنا لهم خذوها هنيئاً مريئاً لقاء ثمن بخس دراهم معدودات!.

هذه حقيقة نؤمن بها نحن الشباب الصغار في أعمارنا، المندفعين في ثورتنا، المؤمنين بحق أمتنا، السائرين إلى المجد بأعصاب لم تهن، وبعزائم لم تفتر، وبظهور لم تنحنِ حتى الآن.

وقد كان من حق الكبار في أعمارهم، المحنكين في تجاربهم، الذين يمنون دائماً على الأمة بأنهم قادوها إلى مواطن الظفر، أن يفهموا هذه الحقيقة قبل أن نعمل لها نحن الصغار، وأن يسلكوها قبل أن نسلكها نحن الناشئين!.. ويومئذ لا تجيز لهم الوطنية أن يخمدوا حركات الشباب. ولا أن يهتاجوا لصراحة الأمة، ولا أن يرسلوا بطاقات التهديد، ولا أن يقولوا نحن حكام الأمة لا يحق للشعب أن يتكلم إلا إذا تكلمنا، ولا أن يرفع صوته إلا إذا شئنا، ولا أن يعلن عزمه على الاستبسال بحقه إلا أن نأذن له بذلك.

إن الوطنية لا تجيز هذه المواقف، ولا تفهم هذه اللغة، ولا ترضى لمدعيها أن يحملوا هذا الوزر، فإذا ركب بعض الناس هذا المركب الخشن كان من حق الأمة أن تسألهم: فيمَ تكبتون الشعور؟ وفيمَ تهددون العاملين؟ وفيمَ تغضبون من الذين يبيضون وجوه وفودكم أمام الغاصبين والظالمين؟ لقد كان الاستعمار يسلك مثل هذه السبل فكانت تنصبُّ عليه اللعنات، وتثار من حوله الدنيا، ويكون أول الناقمين عليه هم الذين يرضون اليوم أن يقفوا مثل هذا الموقف! فهل نسي هؤلاء تاريخهم؟ وهل نسوا خطبهم ومقالاتهم؟ وهل نسوا اجتماعاتهم ومظاهراتهم؟ وهل يكون كبت شعور الأمة حراماً على المستعمرين، وحلالاً لفريق من أبناء الأمة حاكمين أو متنفذين!.

إن الأمة لم تعد تطيق أن ترى بينها أنصاف الآلهة الذين يتمثلون بقول فرعون ?أنا ربكم الأعلى?، إنها لا تطيق أن ترى إلا خداماً لمصالحها أمناء على حقوقها، يفهمون الحكم كما فهمه عظماؤنا في عصور الخير "إن من ولي أمر هذه الأمة لزمه ما يلزم الخادم لسيده من النصح وأداء الأمانة!..".

أما بعد: فهذا أول سطر من تاريخ سيكتب، تبيضُّ فيه وجوه وتسودُّ وجوه.

مصطفى السباعي



القسم الثامن والثلاثين - بأي سلاح نحارب

الدنيا من حولنا تعج بالمؤامرات والمؤتمرات، وحصومنا يتألبون على أوطاننا ويودون القضاء علينا ولو بأيام معدودات، ونحن قد تنفسنا الصعداء فلا أجنبي يذرع البلاد بجيوشه وآلاته، ولا مستشار يفرض إرادته فيمنعنا من أن نتحرر، ويحول بيننا وبين أن نعمل لسعادتنا كما نريد؛ فنحن في الداخل أحرار؛ نستطيع أن نعمل كل شيء، ونحن في الخارج محاطون بشبكة من الدسائس يريد كل جماعة أن يلحقونا بركبهم ويجعلونا مطيتهم الذلول، فما هو السلاح الذي تسلحنا به حكوماتنا للدفاع عن أنسفنا؟ وما هي الخطط التي وضعت لتقوية بنائنا الداخلي وقد استلمناه من عدونا ركاماً فوق ركام؟.

إن أردت أن تقرأ الخطب والبيانات والتصريحات التي يصدرها المسؤولون في هذه البلاد، قلت: إننا نسير على نظام خير من نظام الأمم الراقية، ونعيش في سعادة تحسدنا عليها أوربا وأمريكا وبلاد العالم المتمدن.. وإن أردت أن تقرأ واقعنا في الأسواق والبيوت والمحلات العامة ودوائر الدولة، ارتد إليك طرفك خاسئاً وهو حسير!.. وهذا التباين البشع بين الأقوال والأعمال، وبين الوعود والواقع أهم ما تتميز به سياستنا الداخلية، وأبرز ما يتصف به زعماؤنا السلبيون!. ألم يقل رئيس الوزراء في حديثه الصحفي الأخير: إن موجة الغلاء قد خفت، وإن الناس يعيشون بسلام؟.. بينما الجماهير البائسة تفتش بعيون حادة وتستعين ب"الجماهير" لترى شيئاً عن هذا فلا تجده ولا تعثر عليه!.

الواقع أننا نخوض أشد المعارك هولاً وخطراً في تاريخنا ونحن بغير سلاح! والمسؤول عن هذا هم هؤلاء الذين يكونون خارج الحكم، فإذا هم أشد الناس رغبة في العمل، فإذا حكموا عملوا.. ولكن لأنفسهم ولجاههم ولنفوذهم، وأخيراً لنجاحهم في الانتخابات!.. أما تسليح الأمة بكل سلاح يعيدها للظفر في معركة الموت أو الحياة، فهذا أبعد من أن يعملوا له بل أبعد من أن يفكروا فيه، وتعالوا أيها السادة نحاسبكم بلسان هذه الأمة التي وضعتكم فوق رؤوسها، ورفعتكم إلى ميادين الزعامة، وانتطرت منكم أن تكونوا لها فكنتم – واأسفاه – عليها وإن أبت بياناتكم وألسنتكم أن تعترف بذلك!.

إن أول سلاح تحتاج إليه أمة كأمتنا هو سلاح العقيدة، أي سلاح الإيمان الذي مكن لعشرات الألوف من أبناء الجزيرة العربية أن يتغلبوا على أكبر دول العالم، وأن يحكموا شعوباً تعد بعشرات الملايين!.. هذا الإيمان بل هذه العقيدة، ماذا عملتم لها وأنتم ترون بأعينكم كيف تتحلل في نفوس الأمة، وكيف حاول المستعمرون خلال ربع قرن أن يقتلوها، ليقتلوا روح العزة والمقاومة في نفوسنا؟ لقد كنتم في الواقع حرباً عليها بتخليكم عن نصرتها ونصرة الداعين إليها، وبتشجيعكم من يحاربها من الدخلاء على هذه الأمة أو المنسلخين عن فضائلها، وكنتم حين يطالبكم المصلحون بأن تعملوا لتقوية هذه العقيدة؛ أجبتم بأنكم تخشون أن تتهموا بالرجعية!.. فإذا تقدم للعمل لها فريق من شباب الأمة وقفتم في طريقهم كي لا يغلبوكم على هذه الجماهير فتضيع من أيديكم. ويفلت زمامها من نفوذكم.

وتحتاج الأمة إلى سلاح الأخلاق القوية التي تعرف كيف تصمد للنكبات، وكيف تتغلب على الشهوات! فماذا عملتم في هذا السبيل؟ إنكم لا تطمعون منا أن نعتقد بسعيكم لتقويم الأخلاق! ولكن تعالوا نحاسبكم على سعيكم لانحدارها!.. أين رقابتكم على أندية القمار التي تنتشر يوماً بعد يوم؟ وأين رقابتكم على محلات اللهو التي كانت تخشى في بعض الأيام أن تسترسل في الخلاعة، فأبحتم لها اليوم كل شيء؟ وأين رقابتكم على أفلام السينما التي يعرض أكثرها على أبصار شبابنا وبناتنا وأطفالنا كل ما يهيج الغريزة ويقتل الفضيلة، وتركتم أصحابها يثرون على حساب الخلق القويم والشهامة التي عرفت بها أمتنا بين أمم العلم؟ أين عملكم للحد من انتشار الخمور التي ينص القانون على أن يكون لها في دمشق سبعون حانة فإذا هي اليوم مائة وخمسون؟!. ستدافعون عن أنفسكم بأجوبة لا تقتنعون أنتم بها.. ولكننا نذكركم بحفلة ساهرة أقامها رجل مسؤول في ناد رسمي دارت فيها الكؤوس، ولعبت فيها الخمرة برؤوس الرجال والنساء، ومالت الخصور على الخصور، وخرج المدعوون في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل يرتمي بعضهم على أحضان بعض، ومن أوصاف بعضهم في دواوين الدولة أنهم حماة الديار، وذادة الوطن؟.

والأمة في حاجة إلى سواعد قوية، وبطون ممتلئة، وأجسام مكسوة، وسعادة ترفرف فوق كل بيت.. فأين هي السواعد التي هيأتموها للنضال؟ وأين هي البطون التي درأتم عنها الجوع؟ وأين هي الأجسام التي أنقذتموها من العري؟ وأين هي السعادة التي أدخلتموها إلى كل بيت؟ ستذهلون من هذا الاتهام! ولكنا نطالبكم بأن تزوروا هذه الأحياء الفقيرة، وهذه الجموع العاملة، وهذه الكتائب "السائلة"، وهذه الآلاف من العجزة الذين يهيمون في الطرقات، وهذه الهياكل البشرية التي يسكن بعضها في القبور وهم أحياء!.. ونسألكم أن تنظروا في سجلات دوائر الصحة والمستشفيات العامة، بل نسألكم أن تسألوا بعض أنصاركم من عامة الشعب ليصدقوكم القول عما يعانيه الشعب من بؤس وشقاء، وعما تتخبط به الأمة من فوضى اقتصادية لا يرتضيها خلق ولا شرع ولا حكم ديمقراطي!.. اسألوا أنصاركم عن هذا لعلهم يصدقونكم ساعة في حياتهم! فقد يئسنا من أن تزوروا العامل في بيته، والفلاح في كوخه؛ والفقير في قبره.. وكيف يفرغ لهذا من يسهر الليل، ويدأب النهار؛ لتتم "الطبخة" الشهية التي تتحلب لها أفواه الراغبين في النيابات والزعامات!..

أما بعد، فما نتجنى والله على زعمائنا حين نبلغهم آلام الأمة وإنَّ لنا فيهم أصدقاء أعزاء نحترمهم ونقدر إخلاصهم. ولكنهم وقد ربطوا أنفسهم بـ"مركبة واحدة" وهم يريدون اليوم أن يشدوها من جديد بعد أن تخلخلت أجزاؤها، نريد لهم أن يفكروا قليلاً بأمر هذه الأمة، ونحن لهم من الناصحين حين نبلغهم شكواهم، وندلهم على عللها وبلواها.. وليس أحب إلينا والله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عماد شفيق
* المدير العام *
* المدير العام *
عماد شفيق


عدد المساهمات : 221
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
العمر : 36
الموقع : منتديات كل جديد المتنوعه

القسم الواحد والثلاثين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الواحد والثلاثين    القسم الواحد والثلاثين  Empty2012-05-01, 9:39 pm

مساء الخير سالى رسلان منورة المنتدى موضوعك جميل جدا .... بعرض على حضرتك تكونى من أحد المشرفين فى المنتدى على أحد أقسام المنتدى .... فأعمالك تشبه اعمال الاستاذ محمد رسلان ونحن اليوم نحاول أن نرتفع بالمنتدى ونتقدم به خطوة خطوة .... فما رأيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://all-new.ahlamontada.com
نادين
عضو مشارك
عضو مشارك



عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 11/01/2014
العمر : 36

القسم الواحد والثلاثين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الواحد والثلاثين    القسم الواحد والثلاثين  Empty2014-01-11, 2:57 pm

رووووووووووووووعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القسم الواحد والثلاثين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كل جديد  :: الركن العام :: منتدى الخواطر-
انتقل الى: