منتديات كل جديد
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة :- إذا كنت عضو معنا يرجى التكرم بتسجيل الدخول

أو التسجيل إذا لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى ، سنسعد بتسجيلك معنا وانضمامك إلى أسرتنا

منتديات كل جديد
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة :- إذا كنت عضو معنا يرجى التكرم بتسجيل الدخول

أو التسجيل إذا لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى ، سنسعد بتسجيلك معنا وانضمامك إلى أسرتنا

منتديات كل جديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كل جديد

المنتدى الحاصل على جائزة التميز السنوية لعامى 2010 و2011 على التوالى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
:: وما من كاتب إلا سيبلا .... ويبقى الدهر ما كتبت يداه .... فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك فى القيامة أن تراه ::
:: زائرنا الكريم يسعدنا ويشرفنا ان تكون من بين اسرتنا فالمنتدى فى الفترة المقبله سيتحول الى مرحله جديده هى مرحلة الانتشار والتوسع ونود لو كان لديك افكار جديده ان تشاركنا بها الرأى كعضو من بين أسرتنا " منتديات كل جيد " ::

 

 القسم الواحد والعشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالي رسلان
* مشرفة ركن *
* مشرفة ركن *
سالي رسلان


عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
العمر : 30

القسم الواحد والعشرين  Empty
مُساهمةموضوع: القسم الواحد والعشرين    القسم الواحد والعشرين  Empty2012-04-29, 3:45 pm

القسم الواحد والعشرين

هكذا الحياة!

هكذا الحياة: نبدأ مغمورين، ثم نصبح مشهورين، ثم نمسي مقبورين، وبعد ذلك إما أن نكون مسرورين، وإما أن نكون مقهورين.



شريط الحياة

شريط الحياة مهما تعدَّدت مناظره منذ فجر التاريخ، له بداية واحدة، ونهاية واحدة.



اختلاف الأشرار

اختلاف الأشرار فيما بينهم بدء نهايتهم.



المصلح الأحمق!

المصلح الأحمق هو الذي يحاول أن يقطع الأمة عن جذورها الممتدة في أعماق التاريخ.



التيار

الأهوج يجاري التيَّار الهائج، والمجنون يقف في وجهه، والعاقل يحتاط لتخفيف أخطاره.



ألقه على المقادير

إذا ناء كاهلك بالعبء، فألقه على المقادير.



حسن الظن

حسن الظنِّ فضيلة، إلا إذا صادمه الواقع الملموس، فإنه يصبح بلهاً وغفلة.



أنت والأقدار

الأقدار أوسع نظراً منك، فلا تتحير معها. وأرحم منك، فلا تتهمها. وأحكم منك، فلا تستجهلها، وأقوى منك، فلا تعاندها. وأسرع منك، فلا تسابقها.



بين الحب والسخط

وزِّع حبَّك على الناس، ووزع سخطك على الظالمين؛ فإن الله يحب الذين يحبّون عباده، ويكره الذين يوالون أعداءه.



لا تكابر

تستطيع أن تنكر رؤية الشمس إذا أغمضت عينيك أو سترتهما بيديك، ولكنك لا تستطيع أن تنكر ضوءها، ويمكنك أن لا ترى الشمس إذا جلست في الظلام، ولكن لا يمكنك أن تنكر أن الناس يرونها.



إذا فوجئت!

إذا فوجئت بنزول المصائب فلا تيأس من زوالها، وإذا فوجئت بتغيُّر الزمان، فلا تلجأ إلى الشكوى منه، وإذا فوجئت بتغير الإخوان، فلا تكثر من انتقاصهم، وإذا فوجئت بالمرض المؤلم، فلا ترفع صوتك بالأنين منه، وإذا فوجئت بارتفاع الأغمار، فلا تستمرَّ في استصغار شأنهم، وإذا فوجئت بتحكم الأشرار فلا تقنط من زوال حكمهم، وإذا امتدّت بك العلَّة، فلا تيأس من رحمة الله، وإذا رأيت في دنياك ما لا يعجبك، فاعلم أن هذه هي سنَّة الحياة، وإذا راعك انتشار الشر، فاعمل على مكافحته إن استطعت، وإلا فتربَّص به حتى تواتيك منه الفرصة، وإياك أن تيأس من انكماشه، ولوغمر المجتمع الذي تعيش فيه، وإذا راعك رواج الكذب والباطل، فلا تشكَّ في أن الله سيفضحه ولو بعد حين.



العبير الفواح

تستطيع أن لا ترى الزهرة الفوَّاحة، ولكنك لا تستطيع أن لا تشمَّ عبيرها.



لا تيأس

إذا استعصى عليك أمر تريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تحصى طرائقه، وأعزُّ من أن ينال كله.



حكمة الله

لا أزال أؤمن بحكمة الله وعدالة قدره، مهما استعصى مرضي على الشفاء، واستشرى في أمتي تحكُّم الظالمين ودجل الكذابين.



انسَ آلامك!

استمرار التفكير في آلام مرضك، يزيدك آلاماً، فحاول أن تنسى مرضك ولو فترات، بقراءة ما تستلذُّ قراءته، أو سماع ما تستحسن سماعه، أو رؤية ما تحب رؤيته، أو محادثة من تودُّ محادثته، وإذا رزقت الأنس بكلام الله، وحلاوة مناجاته؛ كان ذلك من أكبر العوامل على نسيان آلامك، حين تقرأ كتاب الله، أو تخضع بين يديه في صلاتك.



كيف تتصرف في المشكلات

إذا وقعت في مشكلة أو أزمة أو مصيبة، فافرض أسوأ ما يكون منها، فإن وقع ما افترضته لم تفاجأ، وإن لم يقع، رأيت ذلك نعمة ترتاح إليها، وفي كلا الأمرين: تخفيف من قلق نفسك وتعب أعصابك.



نعم المربي

نعم المربِّي الزمان، ونعم المنبّه العدو، وبئس المخدِّرُ المنافق.



فضائلك بين حسادك ومحبيك

خير من ينشر فضائلك حسَّادك الوقحون، وشر من يكشف عيوبك: محبوك المغفلون.



أنفع

نشر رأيك بين الناس في مقال واحد، أنفع لك من مجادلة خصومك المعاندين شهراً كاملاً.



لا تحاول المستحيل..

الحياة صخرة عاتية، وخير لك من محاولة زحزحتها، أن تستفيد من ظلِّها لاتِّقاء حرِّ الشمس، وثورة الأعاصير.



مصاحبة الأحمق

احذر من مصاحبة الأحمق، فيفسد عليك عقلك، وإذا ابتليت بمصاحبته فلا تتعاقل عليه، ولكن امتحن عقلك ساعة بعد ساعة.



اتخذ من المكروه وسيلة

اتّخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن المرض فرصة للعابدة، ومن الفقر وسيلة إلى الكفاح، ومن الآلام باباً إلى الخلود، ومن الظلم حافزاً للتحرُّر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق.



تفاءل دائماً

تستطيع – إذا أردت – أن تبدِّل الأحسن بالأسوأ؛ إذا لم ترضَ بالأسوأ وعملت لتغييره بروح التفاؤل.



العاقل والأحمق

الفرق بين العاقل والأحمق: أن العاقل ينظر دائماً إلى مدِّ بصره، والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه.



فكر في مفاتيحها

إذا وقعت في أزمة مستحكمة، فاجعل فكرك في مفاتيحها لا في قضبانها.



العاجز والحازم

العاجز من يلجأ عند النكبات إلى الشكوى، والحازم من يسرع إلى العمل.



لا تركن إلى الأنين

من تهدَّم عليه البيت، فركن إلى الأنين، مات تحت الركام، ومن أمسك جراحاته بيد، والمعول بيد، إن استطاع، فإن سلمت له حياته عاش كريماً، وإن مات بعد ذلك، مات حميداً.



أنقذ ما يمكن

إذا حال دون نشاطك المعتاد حائل، من مرض أو سجن أو ظرف قاهر، فاستنقذ من نشاطك ما يمكن إنقاذه.



أتقن عملك

عمرك كله: هو اللحظة التي أنت فيها، فأتقن عملك ما استطعت، فقد لا تواتيك فرصة أخرى للعمل.



الاختلاف

في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين.



دنيا المؤمنين

لكل إنسان دنياه الواسعة التي تجول فيها أحلامه ومطامعه تصول، والمؤمنون لهم دنيا واحدة محدودة بالحق الذي آمنوا به.

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متقدم عنه ولا متأخر



المتمسحون بالحق

قد يستفيد الحق من المتمسِّحين به من ذوي المطامع، فلا ضير على الحق أن يستعين بهم إذا احتاج إليهم، ألا ترى إلى الصدقات، جعل منها سهم للمؤلفة قلوبهم؟



لا تأمن...

لا تأمن من لم تملأ مراقبة الله قلبه، على وطن، ولا على فكرة، ولا على قضية، ولا على مال، فإنك لا تدري متى يميل به الهوى، فيخونك وهو يزعم أنه لك وفيٌّ أمين.



كارثة اجتماعية

خمسة يعتبر موتهم كارثة اجتماعية: الحاكم الصالح في قوم فاسدين، والعالم الناصح في قوم جاهلين، والمصلح المخلص في قوم غافلين، والقائد الشجاع في قوم متخاذلين، والحكيم الشيخ في أحداث طائشين.



توضيح المفاهيم

توضيح معالم الحق يجب أن يسبق الدعوة إليه، وإلا كثر المختلفون الذين يدَّعون أنهم يمثلون الحق، أو يدافعون عنه، وأكثرهم مبطلون أو مستغلُّون.



أسوأ..

الاجتماع على الضلال أسوأ من الاختلاف على الهدى، والتعاون على الجريمة شرٌّ من التخاذل عن الحق، ومسايرة الظالمين شر من الجبن عن مقارعتهم، والإيمان المشوب بالكفر أخطر من الكفر الصراح، والحرب مع التخاذل أضرُّ من إلقاء السلاح.



لا خير..

لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في عاقل لا يسيِّره عقله، ولا عالم لا يهديه علمه، ولا قوي لا يستبدُّ به عدله.



أنت أحوج..

أنت أحوج إلى أن تستفيد مما علمت، من أن تعلم ما جهلت.



روح العصر وحماقاته

مقاومة روح العصر حماقة تستحق الرثاء، ومقاومة حماقات العصر حكمة تستحق الثناء، وإن كانت كلتا المقاومتين محكوماً عليها بالفشل غالباً، غير أن البطل الذي يستشهد في ميدان معركة خاسرة، أكرم من الأحمق الذي يموت في مقاومة عاصفة ثائرة.



وفر حظك من الشكوى

إذا اشتكيت إلى إنسان مرضك أو ضائقتك، ثم لم يفعل من أجلك شيئاً، إلا أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا تشتكِ إليه مرة أخرى، فلو كان أخاً حميماً لأرَّقه ألمك، ولو كان رجلاً شهماً لبادر إلى معونتك، فوفِّر حظَّك من الشكوى لمن كان له حظ من المروءة.



الشكوى

الشكوى إلى غير أخ صادق، أو مواسٍ كريم، مهانة يستغلُّها عدو لئيم أو حاسد زنيم، ولو استطعت ألاَّ تشكو إلا إلى الرحمن الرحيم، كان أعظم لثوابك، وأضمن لمودة أصحابك.



نعم الله

مهما اشتدَّت آلامك، لفوات ما تحب من صحة أو مال أو خير؛ فإن ما بقي لك من نعم الله عليك، رأس مال كبير لمسرَّات لا تنتهي.



أشد الآلام

أشد الآلام على النفس: آلام لا يكتشفها الطبيب، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض.



لا يوجد

أروني على وجه الأرض إنساناً "سعيداً" لا يكدر صفو سعادته مكدَّر، إلا أن يكون "مجنوناً".



لا تأتمن..

لا تأتمن على مالك طمَّاعاً، ولا على سرَّك كذاباً، ولا على دينك دجَّالاً، ولا على عقلك مخادعاً، ولا على سلامتك مغامراً، ولا على علمك غبيًّا، ولا على أهدافك ذكيًّا.



شر الفقر

شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة.



أيها المحزونون

أيها المحزونون: خلق الله الزهور والرياض، وجمال الكون لكم قبل غيركم.

أيها المرضى: خلق الله الشمس والهواء، والماء والغذاء لكم قبل غيركم.

أيها المحرومون: خلق الله أنفع الأغذية وأرخصها، لكم قبل غيركم.

أيها المضطهدون: خلق الله هذه الأرض الواسعة، لكم قبل غيركم.

أيها المظلومون: خلق الله السموات مفتحة الأبواب لدعواتكم قبل غيركم.

أيها المتألمون: خلق الله لكم فيما حولكم ما ينسيكم آلامكم وأحزانكم وعبراتكم.

أيها الحائرون: كل يوم يخلق الله لكم دليلاً عليه، فاستعملوا عقولكم.

أيها الملحدون: في عجزكم عن درء الأذى عن أنفسكم دليل على وجود خالقكم.

أيها الباحثون: في أنفسكم وفيما حولكم دليل حكمته وقدرته، فلا تغمضوا عيونكم.

أيها المؤمنين: في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم.



جمال الحياة

جمال الحياة، أن ترضى عما أنت فيه، ويرضى العقلاء عما أنت عليه.



الأهواء

أكثر ضلال الناس من أهوائهم، لا من عقولهم.



هذا الكون

هذا الكون العظيم كتاب مطوي، لم يقرأ العلماء إلا كلمات من صفحة غلافه.



الأب وأطفاله

يفرح الأب بنمو أطفاله واكتمال فتوتهم وشبابهم، وما يدري أنهم عند ذلك يستعدون لخوض معركة الحياة بمشكلاتها وآلامها وجراحها، فهل هو فرح يا ترى لأن أعباءهم أوشكت أن تلقى عن عاتقه إلى عواتقهم؟



مناجاة!

يا حبيبي! وحقك لولا يقيني بحبك لعتبت عليك، ولولا علمي برحمتك لشكوتك إليك، ولولا ثقتي بعدلك لاستعديتك عليك، ولولا رؤيتي نعمك لاستبطأت كريم إحسانك، ولكني ألجمت الشك باليقين، والتسخط بالرضى، والتبرم بالصبر، فلك مني يا حبيبي رضا قلبي وإن شكا لساني، وهدوء نفسي وإن بكت عيوني، وإشراق روحي وإن تجهم وجهي، وأمل يقيني وإن يئس جسمي، فلا تؤاخذني بصنيع ما يفنى مني، ولك مما أعود به إليك ما تحب.



مناجاة!

يا حبيبي! ها أنا بعد خمس سنين لم ينفعني علم الأطباء، ولا أفادتني حكمة الحكماء، ولا أجداني عطف الأصدقاء، ولا آذتني شماتة الأعداء، وإنما الذي يفيدني بعد اشتداد المحنة؛ كسوة الرضا منك، وينفعني بعد القعود عنك؛ حسن القدوم عليك، ويخفف عني، جميل الرعاية لمن زرعتهم بيدك، وعجزت بمحنتي عن متابعة العناية بهم، ومن مثلك يا حبيبي في صدق الوفاء وجميل الرعاية، وحسن الخلافة؟ فإن قضيت في أمرك – وهو نافذ فيَّ لا محالة – فهم وأرضهم الطيبة أمانة عندك، يا من لا تضيع عنده الأمانات، ولا يخيب فيه الرجاء، ولا يلتمس من غيره الرحمة والإحسان.



دعاء!

اللهم إنا نسألك السداد في القول، كما نسألك الاستقامة في العمل، ونسألك الرضى منك كما طلبت منا الرضا منك، ونسألك سلامة القلب وإن مرض الجسم، وصحة الروح وإن اعتلت الجوارح، ونشاط النفس وإن عجزت الأعضاء، ونسألك استقامة نسلك بها سبيل الجنة، وهداية نقرع بها أبوابها، وتوفيقاً يسلكنا مع أصحابها، وكرامة تجعلنا مع الذين يحتلون أرفع جنباتها مع نبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.



القسم الثاني والعشرين

رويدك!

ومنتظر موتي ليشفي غيظه رويدك إن الموت أقرب موعد

كلانا سيلقى الله من غير ناصر فيحكم من منا الشقي ومن هدي

أغاطك مني شهرة ومحبة من الناس أولتني قلادة سؤدد!

لعمرك ما ذاك الذي قد أهاب بي إلى دعوة الإصلاح في ظلِّ أحمد

ولكنه الإخلاص والعلم والظما وطول عناء الأمس واليوم والغد

أبى المجد أن يعنو لكل مضلَّلٍ تسيِّره الأهواء خبطاً بفدفد[1][1]أيها السائرون

فإن تكن الأيام أودت بصحتي وعاقت خطى عزمي بكل مسدِّد

فما كنت خواراً ولا كنت يائساً ولست بثاوٍ في فراشي ومقعدي

سأمشي إلى الغايات مشي مكافح ألوذ بعزِّ الله من كل معتدِ

وأحمي لواء الحق من أن يدوسه طغاة غدواً حرباً على كل مرشد

فمن ساءه عزمي على السير إنني إلى الله ماضٍ فليطل هم حسَّدي

وإنْ يأس أحبابي عليَّ من الردى لطول السرى, فالموت في الحق مسعدي



حاسب نفسك

حاسب نفسك على عيوبك، قبل أن تحاسب الناس على عيوبهم، وكن صادقاً مع نفسك في معرفة عيوبها، فالرائد لا يكذب أهله.



قيمة الإنسان

قيمة الإنسان بأهدافه، ومنزلته بأقرانه، وذوقه باختياره، وثروته بما يملك من قلوب، وقوته بما يحطم من هوى، وانتصاره بما يهزم من رذيلة، وكثرته بمن يثبت معه عند الشدائد.



معرفة الحق

من عرف الحق لذت عنده التضحيات.



صفاء الروح

بين الفضيلة والرذيلة صفاء الروح.



لا تستعجل

لا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك، وكشفت أطماعك، وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة، مرتاح البال.



أقسى الاستعمار

أقسى أنواع الاستعمار: استعمار العادة للإنسان.



الحرية

بدء الحرية أن لا تكون لك عادة تتحكم فيك.



الهزيمة!

كم عظيم هزم الجيوش، وهزمته عادة سيئة.



اللذائذ والأوهام

أكثر لذائذنا من صنع أوهامنا، ولولا ذلك لشقي الإنسان.



العادة

العادة تبدأ سخيفة، ثم تصبح مألوفة، ثم تغدو معبودة.



التقاليد

أكثر التقاليد من صنع أناس كان يرميهم المجتمع بالسخف أو الشذوذ، ثم ما لبث أن خضع لسخفهم وشذوذهم.



رداء الخير والشر

أكثر الناس لا يرون الشر لابساً رداءه، بل مستعيراً رداء الخير، ومن هنا يضلون.



الكرم الخالص

أكثر الناس الذين يستقبلونك في بيوتهم بحفاوة هم بخلاء ولو رأيت منهم بعض مظاهر الكرم؛ إنه كرم إجباري رخيص الثمن، والكرم الخالص: هو أن تشرك معك في مسراتك من استطعت أن تشركهم من المحتاجين؛ ببعض المال أو الطعام أو اللباس أو المواساة.



نحن والحضارة

لقد أفسدت هذه الحضارة أخلاقنا كمسلمين، وطبائعنا كعرب، حيث انمحت في مجتمعنا مظاهر الإيثار والتعاون والتراحم، وإنك لتقرأ عن الماضين وتسمع من المعمرين، من أخلاقنا في ذلك ما تجزم معه بأننا مسخنا خلقاً آخر.



الإفراط

الإفراط في الحزم ظلم، والإفراط في اللين ضعف، والإفراط في العبادة غلو، والإفراط في اللذة فجور، والإفراط في الضحك خفة، والإفراط في المزاح سفاهة، والإفراط في مسايرة النساء فسولة، والإفراط في مخالفتهن لؤم، والإفراط في الأكل نهم، والإفراط في النوم خمول، والإفراط في الكرم تبذير، والإفراط في الاقتصاد شح، والإفراط في الاحتراس وسواس، والإفراط في الاطمئنان غفلة، والإفراط في الجد يبوسة، والإفراط في الراحة كسل، والإفراط في العناية بالصحة مرض، والإفراط في إهمال الصحة موت، والإفراط في محاسبة الناس عداء، والإفراط في التسامح معهم ضياع، والإفراط في الغيرة جنون، والإفراط في الإغضاء جريمة.



ثواب الجهاد

لا تنتظر جزاءك من أمتك على ما قدمت لها من خدمات، فهي مهما كافأتك، فإنما تكافئك كفرد، وأنت أحسنت إليها كأمة، وانتظر الجزاء بما لا يفنى ممن لا يفنى.

· اتهامك أمتك بالجحود دليل على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله.

· لا يعجبك من الشهرة حلاوة التصفيق؛ فإن معها مرارة التصفير، ولا مدائح المعجبين؛ فإن فيها مناوح (جمع مناحة) الحاسدين.



هل هؤلاء عرب؟

زعموا أنهم عرب قوميون، ثم لم نرهم يقولون كلمة واحدة في ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم: ولادة أو هجرة أو فتحاً، كذبوا! لو كانوا عرباً حقًّا لهزتهم ذكرى باعث العرب، ومخلد مجدهم في التاريخ إلى أبد الآبدين.



الأخيار والأشرار

ترى! لمَ كتب على أكثر الأخيار أن يكونوا بسطاء، وعلى أكثر الأشرار أن يكونوا أذكياء؟



المغرور

عجباً لأمر الذكي المغرور! يرفعه الناس بأيديهم تشجيعاً له فيأبى إلا أن يئد نفسه بيده خرقاً منه!



جحود

لا تندم على أن شجعت من توسمت فيهم الخير، فصنعت منهم رجالاً، ثم جحدوك وحاربوك، فحسبك أنك قاومت في نفسك الأنانية، وحاولت زرع الورد، فما أنبتت التربة السبخة إلا شيحاً وقيصوماً.



اعتدل في التشجيع

اعتدل في تشجيع ذوي المواهب كيلا يقتلهم الغرور، فقلما اتسعت عقول الأذكياء من الفتيان للشهرة المبكرة، والمديح المغالي.



الطموح

الطموح إما أن ينمي المواهب والكفاءات، وإما أن يقتلها.

· طموح الأحرار خلود، وطموح العبيد انتحار.

· طموح العقلاء بناء، وطموح الحمقى تهديم.

· طموح الحكماء زيادة في عقل الإنسانية، وطموح المغامرين السفهاء زيادة في متاعبها.

· طموح العبقري المؤمن دفع بعجلة الركب الحضاري نحو الخير والسعادة، وطموح العبقري الفاجر دفع بها نحو الشر والشقاء.



من مراقد إلى مرابع

ترى! أيسوء الموتى أن يحوِّل الأحياء مراقدهم إلى مرابع للجمال، تشيع البهجة والراحة في النفوس التي أرهقتها هموم الحياة وأعباؤها؟ أو إلى مراكز للعلم والثقافة، يشع منها الوعي والنور ؟ (قيلت في مقابر حمص، وحولت إلى حدائق عامة يرتادها جمهور الشعب من الفقراء والعمال، ولي في هذه المقابر آباء وأجداد وأحبة وأصدقاء! )



الإنسان المعطاء

هذا الإنسان الكريم المعطاء الذي صنعته يد الله الكريم، عظيم الجود والعطاء كان في حياته يمنح الأرض بعقله ما يعمرها، وها هو بعد مماته يمنحها بتربته ما يزينها.



بيوت الله

نعم ما يفعلون اليوم! يحيطون بيوت الله بحدائق ذات بهجة ورياض، إن جمال الطبيعة من أعظم نعم الله على الإنسان، فما أجمل أن يكون الجمال الإلهي طريقاً إلى النور الإلهي!.. ( قيلت في الحدائق التي أقيمت حول مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه، في مدينة حمص )



يا أهل حمص!

يا أهل حمص! إن للبطل الخالد فضلاً عليكم حين اختار الثواء عندكم، فلا تقصروا في تمجيد ذكراه، فلولاه لما خلدت مدينتكم! ( لا تلتفت إلى ما يشغب به الحمويون ضد الحمصيين من أنه خالد بن يزيد لا خالد بن الوليد!)



روعة العظمة

يا لروعة العظمة تستمر مشرقة حية عبر الأجيال من غير نصب ولا تمثال! وكذلك علمنا الإسلام أن نجعل عظماءنا قلوباً تنبض، وحياة تتحرك، ونوراً يضيء، لا أحجاراً صامتة ترفع، ولا أموالاً نافعة تهدر.



الحضارات الوثنية

هذه الحضارات الوثنية والمادية، تنفق على العظماء بعد موتهم ما يحتاج إليه الأحياء في حياتهم.



نعطي الموتى ونمنع الأحياء

أليس من عظيم المفارقات في بلادنا، أن نعطي الموتى ما نمنعه عن الأحياء، وأن نكرم الماضين ونهين المعاصرين، وأن نمجد شخصاً ونحتقر شعباً؟!



العظماء الخرس!

الأمة التي لا تذكر عظماءها إلا حين تراهم خرساً لا يتكلمون، هي أمة بليدة الشعور، قليلة الوفاء، سريعة النسيان.



أيها المقلدون!

أيها المقلدون: إن خالد بن الوليد حي في نفوس رجالنا ونسائنا وأطفالنا، أكثر من حياة كل عظماء الأرض، في نفوس الأمم التي أقامت لهم النصب والتماثيل!!



هل من الاشتراكية؟

أيها الاشتراكيون المتحمسون لإقامة النصب والتماثيل: هل من الاشتراكية أن تهدر الأموال الطائلة في أبنية وتماثيل لتخليد عظماء، هم خالدون في أنفسنا، بدلاً من أن تكون هذه الأموال غذاء لجائع، وكساء لعار، وبيتاً لمشرد، وعلماً لجاهل، وقوة لضعيف؟ إن الاشتراكية قبل الدين تردعكم عن هذا لو كنتم لمعنى الاشتراكية فاهمين، وبها حقًّا مؤمنين!



هكذا يفعل التقليد

على قبر أتاتورك أنفقوا ثلاثين مليون دولار، مما يشحذون من دول الاستعمار، وشعب تركيا جائع متخلف عن ركب الحياة! هكذا يفعل حب التقليد بالضعفاء الأغبياء، يفقدهم تفكيرهم قبل أن يفقدهم قوتهم، ويوردهم البوار قبل أن يوردهم النار!



نريد سلاحاً لا زينة

العاقل الحازم من إذا علم أن له عدوًّا يتربص به في الطريق، اشترى بما معه سلاحاً يدفع عنه الخطر، لا زينة يتزين بها في المجالس، وأمتنا اليوم في حاجة إلى أسلحة مادية ومعنوية تنفق فيها أموالها، أكثر من حاجتها إلى تماثيل تزين بها مدنها.



أوسمة العظمة

من يعطي أوسمة العظمة، وألقاب الخلود؟ هل التاريخ الصادق، أم الدعاية الكاذبة؟ وهل الجماهير المخلصة، أم الأفراد المتعصبون؟



زهرات حول تمثال

حطت نحلة على زهرات غرست حول تمثال عظيم، فجنت منه عسلاً شربه بعض المرضى فشفي، فقالت النحلة: ليت لي بدل كل تمثال زهرة، وقال المريض: ليتهم يحيون ذكرى العظماء بزهور يغرسونها كل عام!



الأوهام في عصر العلم

حوَّم طائر معمر في السماء - كان قد أفلت من سفينة نوح ولم يدركه الموت بعد - ثم طاف حتى لف أجواء الأرض كلها، فلما عاد إلى عشه، سأله طائر حدث كان يحاوره: كيف رأيت الأرض بين الأمس واليوم؟ قال الطائر المعمر: لقد تبدلت الأرض غير الأرض في عمرانها وحضارتها، ولكنها لا تزال كما كانت في أوهامها وخرافاتها، قال الطائر الحدث: وكيف ذلك؟ قال الطائر المعمر: لم يكن على الأرض في عهدنا أيام نوح إلا بضعة أصنام تعبد من دون الله، وكان الناس يومئذ بدائيين جاهليين، ولكني وجدت الأرض اليوم بعد عهد الإنسان بآلاف السنين من العلم والحضارة تغص بملايين التماثيل، ما بين أصنام تُعبد، وما بين أنصاب تُمجد، وكانت الأصنام والأنصاب في عهدنا تراباً وأخشاباً وأخجاراً، فأصبحت اليوم معادن ومبادئ ورجالاً، ويخيل إليَّ أن الإنسان في عصر العلم ألبس أوهامه الجاهلية ثياباً علمية، ويخيل إليَّ أيها الطائر الفتى أن أوهام الإنسان كثيراً ما تغلب على علمه وتوجه عقله!

فقد أعانك...

إذا أصابك بسوء فملأ نفسك صبراً، وقلبك رضاً، وأطلق لسانك حمداً، وغمر روحك إشراقاً وطمأنينة، فقد أعانك.



أمور نسبية

ما تشكوه من بلائه لك، قد يراه غيرك رحمة منه له.



الزواج المبكر

الزواج المبكر متعب في بدايته، مريح في عاقبته.



لا تؤخر الزواج

لا تؤخر الزواج لقلة ذات يدك، أنت لست الذي ترزق زوجك وأولادك، إنما يرزقهم من يرزق الطير في السماء والسمك في الماء.





--------------------------------------------------------------------------------

[1][1] الفدفد: الصحراء الواسعة.



القسم الثالث والعشرين

أكبر عند الله

خفقة قلب من أب أو أم على ولدهما الصغير المحموم، وقطرة دمع في عيونهما على ولدهما الوَجِع المكروب، ربما كانت أكبر عند الله وأثقل في الميزان من عبادة سنوات وسنوات.



ضريبة الحياة

الزواج والإنجاب ضريبة الحياة، دفعها آباؤنا قبلنا، وندفعها نحن بعدهم، ويدفعها أبناؤنا بعدنا، تلك هي سنة الله وإرادته.



لا تلوموا الزمان

لا تلوموا الزمان، فإنه جميل لولا أن شوهته أطماعكم.



الزمان والحقيقة

الزمان أعظم مما فيه، والمكان أوسع ممن عليه!



نحن والزمان

الزمان مرآة نرى فيها أنفسنا على حقائقها.



داء الإنسانية

الطمع داء الإنسانية الأكبر، أفراداً وشعوباً وحكومات.



ذكريات

ثلاث ذكريات لا تنقطع حلاوتها: ذكرى الطفولة البريئة، وذكرى الزواج السعيد، وذكرى النجاح في كل ما تحاول من أمر عظيم.



البيئة الأولى

لا يعرف الإنسان فضائل بيئته الأولى أو نقائصها إلا بعد أن يعيش في بيئة أخرى، ثم إن له إليها حنيناً دائماً:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل



إنما يعرف الشيء بضده

كلما ارتفع الإنسان، عرف مقدار الوهدة التي كان فيها.



المحيط والتفكير

كلما اتسع محيط الإنسان، اتسع أفقه الفكري، وكلما ضاق محيطه ضاق تفكيره وسما خلقه، فهل ترانا نفضل سعة الأفق على حسن الخلق إذا لم يمكن الجمع بينهما؟ أم إلى ذلك سبيل؟



السعادة وتقدم الحضارة

عهدنا الناس في أيام طفولتنا أكثر بساطة في المعيشة، وأقوم أخلاقاً في المعاملة، وأقل رقيًّا في الحضارة، وأنعم سعادة في الحياة، فلما تقدمت بهم الحضارة، ضعف ذلك كله، أفهذه طبيعة كل حضارة؟ أم هي من خصائص هذه الحضارة الغربية؟ ولو خير الناس بين حالهم الأول وحالهم اليوم، ترى ماذا كانوا يختارون؟ وفي ظني أن أكثر المخضرمين يفضلون أمسهم، وأن جمهور المحدثين يفضلون يومهم، أما أنا فأفضل السعادة في كوخ حقير على مشكلات الحضارة في قصر كبير.



السرور والمسؤولية

السرور في الحياة ملازم لانعدام الشعور بالمسؤولية، ألست ترى الشباب يفيض بالسرور، والكهولة تفيض بالأحزان؟



انتشار الوعي

لست أُسرُّ لشيء في حاضرنا أكثر من انتشار الوعي في كل شؤون حياتنا.



شيء فقدناه

لست آسى على شيء فقدناه من ماضينا أكثر من مظاهر احترام الدين والحياء في مجتمعنا.



لا يجتمعان في هذه الحضارة

شيئان لا يجتمعان للمرء في ظل حضارة الغرب: رفاهيته المادية وفضائله الخلقية، وشيئان لا يجتمعان للأمة في ظلها أيضاً: تقدمها الحضاري، وتماسكها العائلي.



العلماء في الماضي والحاضر

كان العلماء في عهد طفولتنا يملأون الأندية كثرة، ويملأون الصدور هيبة، ثم كانوا في عهد شبابنا، يملأونها كثرة ولا يملأونها هيبة، أما الآن: فلا وجود للعلماء، ولا هيبة للأدعياء.



هل يصبحون مثلنا؟

ترى! أيأتي على أطفالنا يوم يرون فيه أيامهم التي يحيونها اليوم، أجمل من أيامهم التي يحيونها غداً؟



التحرر

الانطلاق من تقاليد المجتمع وتعاليم الدين جميل في أهواء النفس، خطير في أحكام العقل.



تزمت بغيض

بعض المتزمتين يرون في رغبات الناس في التمتع بالهواء الطلق، والحدائق العامة، والمنتزهات على الأنهار والبحيرات، انطلاقاً من قيود الأخلاق، ولو كان الأمر كما يرون، لما قال الله في كتابه: ? قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق?؟



سجن الأوهام

كثيراً ما يصنع من أوهامه، سجناً يمنعه من الحركة والانطلاق.



الإنسان والحيوان

الإنسان أشرُّ حيوان في شهواته، وأبرعه حيلة في الوصول إليها.



ذكريات الطفولة

يا ذكريات الطفولة! أنا أعلم أنك لن تعودي، ولكني أشعر أنك لن تفارقيني.



أكثر ما يكون...

أكثر ما يكون الإنسان ذِكْراً لأيام طفولته، في أيام كهولته، وأكثر ما يكون ذكراً لأيام شبابه في أيام شيخوخته، وأكثر ما يكون ذكراً لغناه في أيام فقره، وأكثر ما يكون ذكراً لجاهله في أيام خموله، وأكثر ما يكون ذكراً لصحته في أيام مرضه، وأكثر ما يكون ذكراً لأعماله في أيام بطالته، وأكثر ما يكون ذكراً لأفراحه في أيام أحزانه، وأكثر ما يكون لجهاده في أيام نسيان الناس له، وأكثر ما يكون ذكراً لفضائله في أيام تحامل الحاسدين عليه، وأكثر ما يكون ذكراً لإقبال الدنيا عليه في أيام إعراضها عنه.



الغفلة في أيام النعمة

أكثر ما يكون الإنسان غفلة عن نعم الله حين يكون مغموراً بتلك النعم.

· لا يُعرف فضل النعمة إلا بعد زوالها، ولا فضل العالم إلا بعد فقده، ولا موت المصلح إلا بعد موت أقرانه، ولا قيمة العظيم إلا بعد قرون من تفقد المجتمع له.



لكل بلد طابع

سبحان الله! جعل لكل بلدة طابعاً يُعرف به أهلها: فطابع دمشق: الدماثة والاستئثار، وطابع حمص: الصفاء[1][1] والإيثار، وطابع حماة: الحمية واللدد[1][2]، وطابع حلب: الوفاء والإمساك، وطابع دير الزور: الصراحة والجفاوة، وطابع اللاذقية: البساطة والتقلب.



فوائد الضحك والمرح

ربما كان الضحك دواء، والمرح شفاء، وقلة المبالاة مناجاة لمن أورثته كثرة الأعباء شدة الأمراض.



غفلة

أكثر الناس لا يرون الماضي إلا في الحاضر، ولا المستقبل إلا بعد الانتهاء منه.



حبل مقطوع

من حاسب الناس على عواطفهم نحوه، كان بينه وبينهم حبل مقطوع، وهوة لا يمكن عبورها.



لكل شيء ثمن!

قلَّ من استطاع أن يعيش بين الناس سالماً، إلا على حساب حريته وكرامته، وقلَّ من استطاع أن يعيش بينهم محبوباً، إلا على حساب طموحه ومصلحته.



مفيد وضار

كثرة الضحك والمرح والمزاح، مرض للصحيح وصحة للمريض.



بين الحزم واللين

إذا لم تحزم أمرك مع زوجك قتلتك رغباتها، وإذا لم تكن معها رفيقاً قتلتها شدتك، وتكون أسعد الناس إذا حملتها على السير معك، وهي راضية ضاحكة.



كيف تكتسب مودة الناس

لا تكتسب مودة الحكيم إلا بالتعقل، ولا العالم إلا بالملازمة، ولا السفيه إلا بالمداراة، ولا البخيل إلا بالزهد، ولا الزعيم إلا بالطاعة، ولا الطاغية إلا بالذلة، ولا المرأة إلا بالإنفاق، ولا الشاعر إلا بالإعجاب، ولا المرح إلا بالابتسام، ولا المغرور إلا بالثناء ولا التقي إلا بالاستقامة، ولا الشجاعة إلا بالبأس، ولا المصلح إلا بالتضحية، ولا الثرثار إلا بالإصغاء، ولا المغني إلا بالتأوه والتمايل عند الغناء.



بمَ ينمو العقل؟

لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة.



بمَ يصلح العلم؟

لا يصلح العلم إلا بثلاث: تعهد ما تحفظ، وتعلم ما تجهل، ونشر ما تعلم.



بمَ يفيد الوعظ؟

لا يفيد الوعظ إلا بثلاث: حرارة القلب، وطلاقة اللسان، ومعرفة طبائع الإنسان.



بمَ يثمر الإصلاح؟

لا يثمر الإصلاح إلا بثلاث: دراسة المجتمع، وصدق العاطفة، ومتابعة السير.



بمَ تدوم النعمة؟

لا تدوم النعمة إلا بثلاث: شكر الله عليها، وحسن الاستفادة منها، ودوام العناية بها.



بمَ تصدق الأخوة

لا تصدق الأخوة إلا بثلاث: أن تغار على عرضه كعرضك، وأن لا تكتم عنه سرًّا، وأن ترى حقه عليك في نجدته أقوى من حق أولادك في إمساك مالك.



بمَ يجمل المعروف؟

لا يجمل المعروف إلا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منة.



بمَ تكمل الرجولة؟

لا تكمل الرجولة إلا بثلاث: ترفع عن الصغائر، وتسامح مع المقصرين، ورحمة بالمستضعفين.



بمَ يحلو الجمال؟

لا يحلو الجمال إلا بثلاث: صيانة عن الابتذال، ومودة للأطهار، وعفة مع الفجار.



بمَ تحصل السعادة؟

لا تحصل السعادة إلا بثلاث: صيانة الدين، وصحة الجسم، ووجود ما تحتاج إليه مادة أو معنى.



بمَ تثاب على العبادة؟

لا ثواب للعبادة إلا بثلاث: إخلاص لله، وحضور مع الله، ووقوف عند حدود الله.



بمَ يتحقق النجاح؟

لا يتحقق النجاح إلا بثلاث: تحديد الهدف بدقة، واحتمال المشاق والمكاره، والاستهانة بالعوائق والأخطار إلى حد معقول.



بمَ تتم المحبة لله؟

لا تكون المحبة في الله إلا بثلاث: أن يكون القلب في الهجر كحاله في الوصل، وأن تكون المعاملة في الغضب كما هي في الرضا، وأن لا تزداد في العطاء وتنقص في الحرمان.





--------------------------------------------------------------------------------

[1][1] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمويين للحمصيين تحاملاً بالغفلة (أو بالجذبة).

[1][2] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمصيين للحمويين تحاملاً بالحقد واللؤم. واللدد هو العنف في الخصومة.



القسم الرابع والعشرين

بمَ يكون الغضب لله؟

لا يكون الغضب لله إلا بثلاث: أن لا يفرق فيه بين قريب وبعيد، وأن لا يغير منه ترهيب ولا تهديد، وأن لا يكون للنفس فيه دافع من شهرة أو انتقام.



بمَ يكون الجهاد؟

لا يكون الجهاد في سبيل الله إلا بثلاث: أن تكون الشهادة فيه أحلى من السلامة، وأن يكون خمول الذكر فيه أحب من الشهرة، وأن يكون النيل من جسم العدو أحب من النيل من أرضه وماله؛ إلا أن ترجى هدايته أو منفعته.



بمَ يقع التواضع موضعه؟

لا يقع التواضع موضعه إلا بثلاث: أن يكون من تتواضع إليه مستحقاً لهذا التواضع، وأن يكون عارفاً بقيمته، وأن لا يلتبس التواضع بالذلة عند من يشاهدونه.



بمَ ينبل السخاء؟

لا ينبل السخاء إلا بثلاث: أن لا يكون جزاء لمعروف، وأن لا يكون ارتقاباً لمعروف، وأن تكون الرغبة في ثواب الله عليه أقوى من ثناء الناس فيه.



بمَ تحمد الشجاعة؟

لا تحمد الشجاعة إلا بثلاث: أن تكون لمصلحة عامة، وأن تكون لغرض كريم، وأن لا تكون أمام جبان لئيم.



بمَ يعظم الشرف؟

لا يعظم الشرف إلا بثلاث: بسطة في اليد، ونبل في الخلق، وإشراق في الروح.



بمَ يحفظ المال؟

لا يحفظ المال إلا بثلاث: جمعه من غير ظلم، وإنفاقه في غير سرف، وإمساكه من غير شح.



بمَ ينفع الحلم؟

لا ينفع الحلم إلا بثلاث: أن يكون عن قدرة، وأن يقع على كريم، وأن يؤدي إلى خير عميم.



كثرة.. وقلة

لي أصدقاء كثيرون وليس لي إلا بضعة إخوان.



حين يساء فهم الدين

حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكر تمايلاً، والزهد تحايلاً، والخشوع تماوتاً، والعلم تجملاً، والجهاد تفاخراً، والورع سخفاً، والوقار بلادة، والفرائض مهملة، والسنن مشغلة.

وحينئذ يرى أدعياء الدين، عسف الظالمين عدلاً، وباطلهم حقًّا، وصراخ المستضعفين تمرداً، ومطالبتهم بحقهم ظلماً، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالمين شرًّا.

وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة، وأباطيل الظالمين مقدسة، وتختل الموازين، فالمعروف منكر، والمنكر معروف.

وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء، وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحرير الشعب، والدجالون باسم الهداية والإصلاح، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب.



فضل المال

المال يكشف زيف النفوس، وزغل القلوب، ومرض الضمائر، وانحلال الأخلاق.



كذب الداعية

من علامة كذب الداعية: غرامه بالترف والرفاهية، وجوعه إلى الشهوة واللذة، والتصاقه بالخائنين والمفسدين.



الحق والباطل

الحق الذي يستنصر بالباطل، يسيِّره الباطل كما يشاء.



الشهوة مفتاح

الشهوة مفتاح الشيطان لقلوب المستقيمين.



الشهوة ومضارها

الشهوة عقبة تمنع المريدين من الوصول إليه، وحجاب يحول دون الواصلين عن شدة القرب منه، وظلمة تفر منها بصيرة العارفين، وشبكة يعصم الله منها قلوب المقربين.



مناجاة!

إلهي! جلت رحمتك عن أن تترك المحزونين صرعى آلامهم حتى يدركهم اليأس، وجلت قدرتك عن أن تدع المصابين أسارى محنتهم حتى يدركهم الفناء، وجلت حكمتك عن أن تبتلي الطائعين بما يعجزهم عن طاعتك، وتمد الفاجرين بما يغريهم بعصيانك، إلا أن تكون ادخرت للعاجزين خيراً من ثواب طاعتهم، واستدرجت الفاجرين بما يضاعف عقوبتك لهم على قبيح عصيانهم، وجلت عدالتك عن أن تعاقب المقصرين النادمين على تقصيرهم، وتترك الغاوين السادرين في غوايتهم، وجلت صمديتك عن أن لا يجد في حماك المستغيثون ملاذاً مهما عظمت جريرتهم، وجلت وحدانيتك عن أن تلجئ الحيارى إلى غير بابك، أو أن تسقي السكارى غير شرابك، أو أن ترد القاصدين إليك عن شرف الوصول إلى قدس أعتابك، يا من أمد الحمل في ظلمات الرحم بما تتم به حياته، وأمتع الرضيع ببصره وسمعه وعقله بعد أن كان لا يملك منها شيئاً، يا من أبدع السموات والأرض، وسخر ما فيهما للإنسان، وكل شيء عنده بمقدار، يا من وسعت رحمته كل شيء، أبسط يد الرحمة لعبادك الذين سدت في وجوههم أبواب الخلاص إلا أن يكون عن طريقك، وأسبغ على نفوسهم برد الرضى بقضائك، والصبر على بلائك، وأمدهم بالعون على ما هم فيه، حتى يخلصوا إليك راضين عنك راضياً عنهم، وعوضهم خيراً مما أخذت منهم، وأنزلهم داراً خيراً من دارهم، وآنسهم بجوار خير من جوارهم، وأحباب خير من أحبابهم، وأخلفهم فيمن خلفوا من فلذات أكبادهم، إنك نعم الخليفة في الأهل والولد، وأنت نعم المولى ونعم النصير.



هموم الغد

لا تثقل يومك بهموم غدك؛ فقد لا تجيء هموم غدك؛ وتكون قد حرمت سرور يومك.



الخير والشر

الخير حمل وديع، والشر ذئب ماكر، فانظر هل يسلم الحمل من الذئب، إلا أن وراءه قوة تحميه؟.



مصيبة الحق في جنوده

أعظم مصيبة للحق في جنوده اليوم: فتور عزائمهم، وقد كانوا في صدور الإسلام يكهربون الدنيا بنبضات قلوبهم.



رقة القلب قد تمرض

إذا أمرضتك رقة القلب ودقة الإحساس، فشفاؤك في قساوة قلبك، واستعن على ذلك بأن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن حزنك وألمك لا يدفعان المقدور، ولكن يزيدان في مرضك وآلامك.



ستة تهون المصيبة

ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك: أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد عنك القضاء، وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة عين النعمة، وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب أو مغفرة، أو تمحيص، أو رفعة شأن، أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.



طبيعة المرأة

المرأة هي المرأة، منذ حواء حتى تنتهي الحياة على الأرض: زينتها حياتها، ومن ثمة فحياة البيت بأن تكون زينته، وحياة المجتمع بأن تكون أنثاه فحسب، وكل كلام غير هذا عبث، ترده طبيعة المرأة نفسها.



يأكلون أنفسهم

الذين يتجاوزون حدود الخلق والدين في جمع الأموال، يأكلون أنفسهم وهم لا يشعرون.



أيهما أقل سوءاً

ترى أيهما أحسن أو أقل سوءاً: صالح لا ينهض لواجب، أم طالح يؤدي الواجب على غير وجهه؟!



علامة صدق الأخوة

إذا أردت أن تختبر صدق أخ في مودته، فمد يدك إلى جيبه، ثم انظر إلى وجهه وعينيه[1][1] .. ولا حاجة بك بعد ذلك إلى دليل.



قلة وكثرة

لا تغتر بكثرة من ترى حولك من المعجبين والمحبين في أيام الرخاء، فقد لا ترى منهم في أيام المحنة إلا نصف أخ أو ربعه، أما أنا فلم أجد في ألوفهم غير بضعة إخوان.



مولود جديد!

مولود جديد أطل على الدنيا باكياً.. لم يشعر به إلا أبواه وأقرباؤه.. ولكنه زاد في ميزانية والده نفقات، فزاد في ميزانية الدولة نفقات، فزاد في ميزان الدفع والمقايضة العالمي،.. وزاد في استهلاك المواد الغذائية في العالم،.. وزاد في عدد سكان كوكبنا المتحرك، الذي يئن بسكانه الحاليين... وزاد .. وزاد .. هذا المولود الصغير.. الذي لم يشعر بولادته إلا أفراد قلائل.



بكاء الوليد

لمَ ولد باكياً مع أنه فارق الظلمة إلى النور؟ وضيق الرحم إلى سعة الدنيا؟ قالوا لأنه فارق مكانه الذي ألفه.. وما هو بذلك، ولكنه تألم، لأنه عانى ضغط الخروج على أعضائه الغضة اللدنة، فصرخ.. ضغط عليه فتألم فصرخ.. هذه هي طبيعة الإنسان الحي، بل قل: إنها أول ما يبدو من طبائع الإنسان وخصائصه منذ أن يستقل في وجوده عن أي إنسان آخر... فالشعور بالحرية ملازم لشعور الإنسان بالحياة.. والشعور بالاضطهاد ملازم لشعوره بالحرية.



خواطر حول مولود

يا وليدي الجديد! لست أدري لِمَ لم أفرح كثيراً بولادتك، كما فرحت بإخوتك وأخواتك؟ أهو لأني مريض متألم؟ أم لأني حزين متشائم؟ أهو لأن معين السرور قد غاض في نفسي، فما عدت أشعر بدواعي الفرح تهزني كما كانت من قبل؟ ولمَ ذلك؟ ألأني فارقت الشباب؟ أم لأني أتحرك وأحس وأعمل بنصف ما يعمل الرجل الصحيح ويحس ويتحرك؟ أم لأن تجارب الحياة علمتني أن أكثر أفراحنا من صنع أوهامنا، وأكثر ملذاتنا تولد في خيالاتنا قبل أن تشعر بها جوارحنا؟ أم لأن الزمان الذي نعيش فيه كثر هرجه، والأرض التي نسرح عليها كثرت فتنتها، والأمة التي ننتمي إليها أثخنتها جراحها؟.

لا يا وليدي الحبيب! ما أحسب ذلك كله الذي خفف من فرحتي بقدومك، وقد يكون بعض ذلك من بعض، ولكن أمراً واحداً قد يكون أقوى أثراً من كل ما ذكرت، ذلك أني منذ أصبت بهذا المرض – منذ خمس سنوات وشهر تقريباً – وأنا أفكر في عجزي عن تربية إخوتك وأخواتك كما أحب: جنوداً في سبيل الله، ليوثاً في نصرة الحق، بحوراً في فعل الخير، زهرات فواحة في حسن الأحدوثة وجميل الأثر، وها أنت يا بني زدتهم واحداً فأصبحتم ستة، فإن يحل بيني وبين ما أحب لكم، أمر من الله قضاه، فبحسبي هدوءاً أن أعتقد أن لكم عند الله طريقاً أمضاه، ولو أني كنت في مقتبل العمر وعنفوان الشباب، وربيع الفتوة لما استطعت أن أنقض ما أبرم فيكم، أو أحول ما أراد لكم، وبحسبي نبية الخير وإن لم أستطعه، وعزم الرشد وإن عجزت عنه، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.



فرح الزوج

الزوج الوفي المحب يفرح بولادة زوجته مرتين: مرة لأنها ولدت له مولوداً، وأخرى لأنها سلمت في ولادتها، ولن أنسى فقد أخت حبيبة وهي على فراش الولادة يرحمها الله، لقد عرفت يومئذ معنى اللوعة على فقد الأحبة، لأول مرة في حياتي، ولأول مرة أبكي عن أبي مع أبي يرحمه الله، وقد هدَّه الحزن عليها، وهو شيخ كبير، وأنا بعد لم أعرف معنى الأبوة ولا دخلت عتبتها، فما أشد فرحة الزوج الأب بولادة زوجته الأم، وسلامتها له ولأطفاله الذين ما يزالون كأفراخ القطا!.



الولد والأم

أما والله لا أعرف في الدنيا جزاء يمكن أن يكافئ الولد به أمه، لأني لا أعرف في الدنيا إنساناً أحسن إلى الولد وعرض حياته وراحته وسلامته من أجله، كما فعلت له أمه.. ومع هذا يضيق بها ذرعاً حين تكبر وتهرم! يا للعقوق!.. يا للكفران.



القسوة على المرأة

ما أقسى أفئدة الذين يريدون للمرأة أن تعمل لتكسب قوتها، وهي تعاني من شدائد الحمل والولادة والحضانة والإرضاع لطفل واحد، بله أطفال آخرين، وغير شؤون البيت وأعبائه! ما أقسى أفئدتهم وأغلظ أكبادهم! ولولا الحياء لقلت إنهم متوحشون، يتلذذون بتعذيب المرهقين! واستعباد المستضعفين!.



ريحانة الدنيا

الزوجة المؤمنة العفيفة، الولودة الودودة لزوجها وأطفالها، ريحانة الدنيا كما رأينا، وأنا لا أشك في أنها ستكون ريحانة الآخرة كما علمنا..



فضل المرأة المسلمة

رضي الله عن أمهاتنا وزوجاتنا المتفيئات ظلال الإسلام، العاملات بأحكامه، فوالله ليوم من أيام الواحدة منهن، يعدل في إنسانيته وجلاله وطهره، عمراً كاملاً من أعمار أولئك اللاتي يتفيأن ظلال هذه الحضارة الفاجرة الغادرة المتمردة المبدلة لصنع الله.



دهشة!

أنا لا أزال في دهشة من أمر الأعرابيات في حملهن وولادتهن.. إنها لفي شهرها التاسع وهي أشد ما تكون ثقلاً وعناء بجنينها، وهي مع هذا أشد ما تكون إمعاناً في عملها أو ترحالها في الصحاري والقفار، حتى إذا جاءها المخاض، تنحت عن الطريق قليلاً، فولدت وقطعت حبل السرة لوليدها بالحجر، ثم لفته وألقته على ظهرها وتابعت السير، كأن شيئاً لم يحدث، ولا يعلم أحد ممن في الركب من أمرها شيئاً. ونساؤنا المدنيات تحشد لولادتهن القابلة أو الطبيب، والمساعدة من ممرضة أو قريبة، وتسعف أثناء المخاض بكل ما وصل إليه الطب الحديث من وسائل التيسير وتخفيف الآلام، وتعقيم الأدوات والآلات والأربطة والعلاجات، فإذا ولدت ظلت في فراشها في البيت أو في دار التوليد أياماً لا تغادر سريرها إلا لماماً، وتظل بعد ذلك أياماً أُخر لا تأتي من أعمال البيت إلا بأيسرها وأخفها، والكل يشفقون عليها أن تنزعج أو ينزعج الوليد مدة نفاسها، خشية أن ينالها ما لا تحمد عقباه.

فما السر في هذا الفرق العجيب بين المدنيات والبدويات؟! أهو ترف الحضارة الذي يضعف في الجسم المقاومة؟ وخشونة البداوة التي تقوي فيه المناعة والقدرة على تحمل المشاق؟ فإن كان هذا هو سر الفرق بين الأمِّين، فما هو سر الفرق بين الوليدين؟ أيولد ابن البدوية محصناً ضد الضعف والمرض، فلا يتعرض لما يتعرض له أطفال المدن بعد ولادتهم، مما يحتاجون معه إلى عناية الطبيب وسهر الأم أو الحاضنة؟ وإن كان هذا صحيحاً، أفليست البداوة أسلم عاقبة من الحضارة، وأكثر سلامة، وأوسع أمناً؟ وهل يتساوى ما تسلبه منا الحضارة مع ما تمنحنا إياه؟ أيًّا ما كان الأمر فلن نفضل البداوة على الحضارة! إن الإنسانية لن تتطلع إلى الوراء.. البعيد.. البعيد.



تطاول وغرور

بدء حياة الإنسان ونهايتها مما حارت فيه عقول الفلاسفة منذ عرف تاريخ الفكر الإنساني حتى الآن، ومع ذلك فهذا الإنسان الذي لم يعرف كيف تبدأ حياته وكيف تنتهي، يريد أن يعرف كنه الله وأين هو؟ ويتساءل: لمَ لا يراه؟ يا لغرور الجاهلين!.



فضل الأم وجحود الولد

ليس في الدنيا إنسان يتحمل العذاب راضياً مختاراً في سبيل غيره، كالأم في سبيل ولدها، وليس في الدنيا إنسان يتعرض للجحود ونكران الجميل، كالأم من ولدها، وهذا من أعجب مفارقات الحياة.



مرارة الغدر

الغدر لا يثمر إلا مرًّا، وأول من يغص به آكله.



أمران

أمران لا يدومان في إنسان: شبابه وقوته، وأمران لا يتغيران في إنسان: طبعه وشكله، وأمران يكبران معه: عقله وعمله، وأمران يصغران كلما كبر: حافظته، وجلده، وأمران لا يخجل منهما أي إنسان: ملء معدته، وقضاء حاجته، وأمران يخجل منهما كل إنسان: السرقة والخيانة، وأمران ينفعان كل إنسان: حسن الخلق وسماحة النفس، وأمران يضران كل إنسان: حسد ذوي النعم والحقد على أهل المواهب، وأمران تضر الزيادة فيهما والنقصان: الطعام والشراب، وأمران تضر الزيادة فيهما ويحسن النقصان: العادة والتقاليد، وأمران تحسن الزيادة فيهما ويضر النقصان: العبادة والإحسان، وأمران يضران صاحبهما مادياً وينفعان الناس: بذل المال في المكارم وبذل الحياة في سبيل الله، وأمران ينفعان صاحبهما مادياً ويضران الناس: الاحتفاظ ب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القسم الواحد والعشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كل جديد  :: الركن العام :: منتدى الخواطر-
انتقل الى: