تابع ظاهرة غربية تطلب الدراسة والبحث فيها ويعتبر الموضوع هام جدا من هم شباب " الايمو"

مثلما كانت ظاهرة "عبادة الشيطان" التي ظهرت في بلادنا العربية والإسلامية وخاصة في مصر منذ سنوات،تعبيرًا عن موجات العولمة القادمة إلينا من الغرب عبر الحدود المفتوحة والفضائياتوالإنترنت والصحف والمجلات الغربية، ومثلما كانت طقوس هذه العبادة الشيطانية مخيفةوغريبة، وفي نفس الوقت تدق الأجراس عما يمكن أن تتعرض له مجتمعاتنا من مشكلاتمشابهة، فإن ظهور ظاهرة "الإيمو" في العالم العربي وخاصة مصر في الشهور الأخيرةيعيد دق الأجراس مرة أخرى؛ خوفًا على شبابنا.وكلمة الإيمو من حيثالاشتقاق والدلالة اللغوية مشتقة من الكلمة الإنجليزيةEmotionومعناها العاطفة أوالانفعال، وقد بدأت في المجتمعات الغربية كتيار موسيقي للهارد روك والبلاك ميتال فيالولايات المتحدة في الثمانينات، لتشكل هذه الموسيقى بعد انتشارها هناك نمط حياةللكثيرين يميزها الصخب والحزن والدعوة إلى الانتحار. ومع انتشار هذا النمط في أوروبا وتطوره، تحول إلى دعوة مستقلة ونمطحياة للشباب تحت العشرين، يدعو إلى إظهار العاطفة بشكل يخلو من الأخلاق، فيقومهؤلاء الشباب بممارسات شاذة بحجة زائفة؛ وهي أن العاطفة قوة لا ينبغي أن نخجل منها. وهكذا يتم التوظيف الخاطئ للعاطفة بين هؤلاء الشباب الصغير؛ فتروجالدعوة إلى الشذوذ الجنسي، والإلحاد، والألم الجسدي، وهم يرون أن أحدهم إذا أصابهألم نفسي فإن عليه أن ينساه بالألم الجسدي وإيذاء الجسد وتعذيبه. فهم يستعيضون بالألم الجسدي على الألم النفسي، فيجرحونأنفسهم ليتألموا جسديًّا، ويغلب ألم الجرح ألمهم النفسي كما يدعون، ولدى هؤلاء نزعةإلى الانتحار نتيجة تضخيمهم للمشاكل واستدعائهم لذكرياتهم الأليمة.هذه المجموعات من الشباب ينتشر بينهم الحزن والاكتئابوالخجل، ويعانون من التشاؤم والصمت، ويُطلق عليهم في علم النفس أنهم ذوو نفسيةمتمردة حساسة؛ ولذلك فإنهم يسمعون دائمًا موسيقى الروك أو الميتال، حيث تتحدثكلماتها عن الحزن والألم، وتدعو إلى العزلة وعدم التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلىكلمات أخرى تدعو إلى الكفر بالله.وهكذا فإن "الإيمو" تمثل نوعًا منالانسحاب والعزلة وعدم التعامل مع المحيط الاجتماعي، ويرتدي مراهقو "الإيمو" فيالعادة ملابس قاتمة أو سوداء، وسراويل ضيقة جدًّا أو فضفاضة جدًّا، وتحمل هذهالملابس أحيانًا كلمات من أغاني الروك المشهورة، ويرتدون أيضًا أحزمة مرصعة بقطعمعدن، وأحذية سوداء وقديمة، ونظارات ذات أطراف عريضة سوداء، ويعلقون الأقراطويرسمون الجماجم، ويفضلون الشعر الأسود الداكن جدًّا أو الأحمر، ويميل ذكور الإيموإلى قلب شعرهم إلى الأمام، الأمر الذي يغطي تقريبًا نصف وجوههم، وتميل فتيات الإيموإلى وضع الكحل بكثافة حول منطقة العينين، إضافة إلى وضع المساحيق الكثيفةوالداكنة.وهذه الظاهرة السلبية تعبير عن حالة الانحطاط الثقافيوالمعنوي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فلم تعد هناك قضايا كبرى تستحوذعلى عقول وقلوب هؤلاء الشباب الذي يعاني من الفراغ، فلو كان هناك مشروع جهاديلتحرير المقدسات لتم جذب هؤلاء إليه وتغذيتهم بفكر التضحية والفداء، ولو كان هناكحراك اقتصادي ونمو ومشروعات ووظائف وفرص عمل متوفرة لتغير هؤلاء، ولو كان هناكإعلام محترم وأمين وأخلاقي يربي على الفضيلة والقيم وليس إعلامًا ينشر التغريبوالخلاعة والمجون لما رأينا هذه الظاهرة البائسة، ولو كانت هناك القدوة الحيةوالتحصين الديني والأخلاقي لما انحرف هؤلاء المراهقون. وإذا كان مراهقو "الإيمو" يسيطر عليهم الجهل واليأسوالهوى، فإن هذا تعبير عن فشل مؤسسات التربية والتعليم والإعلام في بلادنا،فالمراهق بهذا الشكل فارغ من أي مضمون، ليست لديه قيم وليست لديه ثقافة إسلاميةوليس لديه حصانة فكرية، وهذا يجعله كالباب المكسور الذي لا يمنع أي شيء منالدخول.الظاهرة تعبير عن الفشل الثقافي والفكري والإعلامي، فهينتجت عن غزو فكري وافتقاد الهوية والهدف، ولو كانت مؤسساتنا الثقافية والفكرية تقومبدورها لما رأينا هذه المأساة، والظاهرة أيضًا تعبير عن الهزيمة النفسية لمؤسساتناوقادتنا أمام الغرب، فهؤلاء الصغار يرون الكبار مهزومين؛ فلماذا لا يفعلون مثلهمويجرون وراء كل ما هو قادم من الغرب؟هذه الظاهرة تعبير كذلك عن الفشلالاجتماعي، فالفشل في الدراسة، والتفكك الأسري، والمشكلات الاجتماعية، وسفر الأب،والخلافات بين الأب والأم، وعدم الرقابة الأسرية، كل ذلك حاضر بكثافة ومسئول عنالمشكلة.وإذا كانت هذه المأساة محدودة الحجم، إلا إنها تعبير عنحالة من الفشل والهزيمة لمجتمعاتنا التي أصبحت أولوياتها مختلة وأمراضها في ازديادوتفاقم.

» تابع ظاهرة غربية تطلب الدراسة والبحث فيها ويعتبر الموضوع هام جدا من هم شباب " الايمو
» ظاهرة غربية تطلب الدراسة والبحث فيها ويعتبر الموضوع هام جدا من هم شباب " الايمو"
» 2- تابع سلسلة القصص البوليسيه رواية " جريمة قتل بالمترو "
» أخبار مصرية محلية " حرب «البوتاجاز» تشتعل: «الأنبوبة» تصل إلى ٧٠ جنيهاً "
» سرور يكلف "التشريعية" بسرعة الفصل فى رفع الحصانة